حلب اليوم – خاص
تشهد العاصمة السورية دمشق ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات حوادث السير، حتى تحولت إلى ظاهرة مقلقة باتت تؤرق الأهالي وتثير مخاوفهم، خاصة مع تزايد عدد الضحايا والإصابات الناجمة عن هذه الحوادث. إذ بات السكان يواجهون تحديات يومية على الطرقات المتهالكة التي تفتقر إلى الصيانة الأساسية.
وبحسب مراسلة حلب اليوم في دمشق، فإن الحوادث المرورية زادت إلى حد بعيد منذ مطلع العام الحالي، إذ بات سكان العاصمة يسمعون كل يوم عن حادث جديد، وبعضها يكون مميتاً.
تقول مراسلتنا إن أبرز الأسباب الرئيسية لهذه الحوادث هي السرعة الزائدة، واستخدام الهواتف المحمولة في أثناء القيادة، وعدم احترام إشارات المرور، في ظل تدهور حالة الطرقات وغياب الصيانة، منوهةً إلى أن قيادة السيارات في دمشق أصبحت محفوفة بالمخاطر.
ما الأسباب؟
من وجهة نظر محمد ع. (41 عاماً)، من سكان حي الحميدية بدمشق، فإن السرعة الزائدة وعدم احترام قوانين المرور هما من الأسباب الرئيسية للحوادث في دمشق. منوّهاً في أثناء حديثه لحلب اليوم إلى أنه لا يمكن أيضاً إغفال الأوضاع السيئة للطرقات، فهناك حفر وإهمال واضح في صيانتها. بالإضافة إلى ذلك، فإن الكثير من إشارات المرور معطلة منذ فترة طويلة، ولا يبدو أن أحداً يهتم بإصلاحها.
بدورها، أكدت المعلمة سارة ح، وهي من سكان جديدة عرطوز بدمشق، لحلب اليوم، أن الحوادث المرورية في دمشق أصبحت شائعة. وأشارت إلى أن أهم الأسباب التي لاحظتها هي استخدام الهواتف المحمولة في أثناء القيادة، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي في الليل وعدم وجود إنارة كافية في الشوارع، الأمر الذي زاد مخاطر الحوادث، حيث يصبح من الصعب رؤية الطريق بشكل جيد على السائق.
وخلال إعداد هذا التقرير، التقت مراسلتنا بالشاب علاء ت، وهو سائق تاكسي بدمشق، وقال: “من خلال تجربتي اليومية كسائق، أستطيع القول إن التوقف المفاجئ وتجاوز الإشارات الحمراء هما من أكثر الأسباب التي تسبب الحوادث. ولكن لا يمكننا تجاهل الظروف الأمنية والاقتصادية التي تؤثر في الجميع؛ فالطرق مهملة، وصيانة السيارات أصبحت مكلفة جداً، مما يؤدي إلى تدهور حالة السيارات والطرقات معاً.”
متضررون
روت السيدة ليلى الحسن، ربة منزل، لحلب اليوم عن قصة نجاة ابنها رائد من حادث سير مميت، أسفر عن إصابته بجروح وكسور عدة، قائلةً: “نجا ابني رائد من حادث سير مروع في مدينة جرمانا قبل شهرين، إذ كان في طريقه للمدرسة عندما اصطدمت سيارة مسرعة بالدراجة التي كان يستقلها، مما تسبب له بكسور خطيرة في قدميه.”
وأضافت: “الحمد لله أنه نجا، لكن الحادث ترك آثاراً نفسية وجسدية عليه وعلى عائلتنا. السبب الرئيسي لوقوع الحادث هو السرعة الزائدة والتهور في القيادة، إذ لم يكن السائق منتبهاً، ولم يلتزم بإشارات المرور. بالإضافة إلى ذلك، هناك إهمال واضح في صيانة الطرق، حيث إن الشارع الذي وقع فيه الحادث مليء بالحفر، ولم تتم صيانته منذ فترة طويلة.”
ارتفاع معدلات الحوادث المرورية
سجل العام الماضي ارتفاعاً غير مسبوق في معدلات الحوادث المرورية في مناطق سيطرة سلطة الأسد، ولم تنخفض هذه النسبة منذ مطلع العام الحالي، مما أدى إلى وقوع مئات الضحايا لأسباب عديدة، أبرزها غياب الرقابة وتردي الأوضاع الأمنية.
ووفقاً لإحصائيات إدارة المرور في دمشق، بلغ إجمالي الحوادث حتى نهاية الشهر الخامس من هذا العام 3279 حادثًا، أسفرت عن 1531 خسارة مادية، و1748 ضررًا جسديًا، و2180 جريحًا، و130 حالة وفاة.
من أبرز الحوادث التي وقعت، حادث سير على طريق دمشق-حمص، حيث تدهور بولمان قرب مفرق البريج؛ مما أدى إلى وفاة 13 شخصًا وإصابة 37 آخرين بجروح متفاوتة. وفي حادث آخر، توفي 10 أشخاص بينهم نساء وأطفال، وأصيب 23 شخصًا بجروح متفاوتة جراء حادث باص متجه من دمشق إلى اللاذقية.
وأوضح مدير إدارة مرور سلطة الأسد أن أهم أسباب وقوع الحوادث هي السرعة الزائدة، وتجاوز إشارات المرور، واستخدام الهاتف المحمول في أثناء القيادة، إضافة إلى المرور الممنوع، واستعمال النور المبهر، والتوقف المفاجئ.
