تمر الذكرى السنوية الثانية عشر لمجزرة بلدة “التريمسة” في ريف حماة الغربي، وسط استمرار في انتهاكات سلطة الأسد، وسعي بعض الدول نحو التطبيع معه، رغم الرفض الشعبي الواسع.
وكانت قوات الأسد ومليشياته، قد أودت بحياة العشرات من الأهالي، فجر يوم الخميس 12 تموز من عام 2012، بعد محاصرة البلدة وقصفها بشكل متواصل لمدة 4 ساعات، حيث تم عقب ذلك اقتحام المنازل والمزارع المتطرفة وتنفيذ إعدامات ميدانية راح ضحيتها 67 مدنيًا بينهم 6 أطفال وفق “الشبكة السورية لحقوق الإنسان“.
وفي تعليقه على ذلك، قال الإعلامي السوري، محمود الحموي، وهو من أبناء المنطقة، لحلب اليوم: “في ذكرى هذه المجزرة التي تحز قلوبنا ويندى منها جبين الإنسانية، تبقى غصةٌ في قلوبنا لأن القاتل ما زال خارج قفص العدالة حرا طليقا، وما زال يعربد ويقتل حتى الآن”.
هل يمكن التصالح مع السلطة؟
استجلبت قوات الأسد في حوالي الساعة ال4 فجرا قوة عسكرية حضرت من مدينة محردة المجاورة تبعتها تعزيزات ضخمة أخرى قدمت من مطار حماة العسكري حيث قدر الأهالي مجموع القوة التي حاصرت القرية من كل جهاتها ب 200 آلية عسكرية بين دبابة و مدرعة و دبابات الشيلكا المضادة للطيران الروسية و شاحنات زيل عسكرية و باصات و سيارات رباعية الدفع و سيارات بيك آب ترافقهم قوة من جنود المشاة.
وطوقت تلك القوات البلدة من جميع الجهات (( الجهة الشمالية: طريق قرية جلمة = الجهة الشرقية: طريق قرية الجديدة وطريق قرية كفرهود = الجهة الجنوبية الشرقية: طريق قرية خنيزير = الجهة الغربية:طريق قرية الصفصافية )) قبل أن يبدأ القصف الأرضي الذي شاركت فيه 3 مروحيات عسكرية.
وعندما حاول الأهالي النزوح و الخروج من القرية إلى القرى المجاورة تم تطويقها و قصفها من جميع الجهات مما حال دون تمكنهم من الخروج منها وأفاد بعضهم بأن عددا من الاهالي قتلوا على أيدي قوات الأسد أثناء محاولتهم الهروب من القصف.
أمام كل هذا الإجرام يستغرب الحموي الحديث عن المصالحة بعد تلك السنوات، قائلا: إن هذه المجزرة وكل المجازر شاهد على عدم إمكانية ذلك.. مضيفا: “نقول لمن يريد التطبيع أو التصالح مه هذه السلطة المجرمة؛ كيف تصالحون من يعوم على بحر من الدماء؟ وارتكب كل الموبقات بحق المدنيين العزل؟ كيف تصالحون من قتل الجنين في بطن أمه؟ كيف تصالحون من ذبح أبناءكم بالسكاكين؟ كيف تصالحون من استخدم الكيماوي والبراميل المتفجرة للقضاء على الأطفال والنساء ودمر الشجر والحجر؟ كيف تصالحون من من انتهك اعراضكم؟ .. لا مكان للصلح مع القتلة والطغاة”.
ما دوافع المجزرة؟
تتهم السلطة كالعادة من تسميهم بالعصابات الإرهابية بارتكاب المجازر والتجاوزات، لكن عدد الشهادات التي تؤكد هوية الفاعل لا يمكن تجاهلها، كما لا يمكن تجاهل الدوافع الطائفية.
ويرى الحموي أن سلطة الأسد لا تحتاج إلى دوافع لارتكاب مجزرة في مكان ما، فقد ارتكبت العديد من المجازر في مناطق مختلفة، وكانت تنتقي في كل ريف منطقة لارتكاب مذبحة، مرة في الريف الشمالي، ومرة في الريف الشرقي ومرة في الغربي.
وأضاف الإعلامي السوري أن سلطة الأسد تعمد إلى ارتكاب مجزرة في كل منطقة لاعتقادها بأن ذلك يثني الشعوب ويثني المدنيين والثائرين عليه ويدفعهم للتوقف عن الثورة بدافع الخوف.
ولربما رفض أبناء المنطقة دخول القوى الأمنية والشبيحة إلى داخل هذه القرية فكانت هناك مقاومة منهم من أجل الحفاظ على أراضيهم وكبح جماح هؤلاء المهاجمين، وفي حال لم تستطع قوات الأمن وقطعان الشبيحة الدخول إلى هذه القرية فإنها تستعين بالجيش، وفقا للحموي.
ولفت إلى أن أكثر الأفرع الأمنية كانت لها اليد الضاربة، وصاحبة البطشة الكبرى في تلك المجزرة كانت المخابرات الجوية و”قطعان الشبيحة التي كانت تعتمد عليها سلطة الأسد والميليشيات التي كان تستجديها من العراق ومن لبنان وما إلى ذلك”.
وأوضح أن قوات الأسد كان لها الدور الأساسي في ارتكاب المجازر وقتل النساء والأطفال وذبح المدنيين في كل الأماكن، ولكن التنفيذ كان في الغالب للأفرع الأمنية وعلى رأسها المخابرات الجوية.