أعلن الدفاع المدني السوري اندلاع عدد كبير من الحرائق شمال غربي البلاد، خلال العام الحالي، ما أوقع ضحايا ومصابين، مؤكدا أن ذلك يهدد البيئة والزراعة، وداعيا الأهالي لأخذ الحيطة.
وقالت الخوذ البيضاء، في بيان، إن النصف الأول من العام الحالي 2024، شهد وفاة 4 مدنيين بينهم طفلان وإصابة 93 آخرين جراء اندلاع 2213 حريقًا في الشمال الغربي.
وحول أسباب ارتفاع أعداد الحرائق، قال محمد الرجب، مدير المديرية الثانية في الدفاع المدني السوري، في تصريح خاص لموقع حلب اليوم، إن النيران تندلع لعدة أسباب من بينها الارتفاع الكبير في درجات الحرارة صيفاً وما تشهده مناطق شمال غربي سوريا من موجات حر شديدة تعمل على خلق بيئة مناسبة لها، وخاصةً في الغابات.
ونوه بأن حملات القصف من قوات الأسد وروسيا تؤدي في بعض الأحيان لاندلاع الحرائق أو تتسبب مخلفات القصف من الذخائر غير المنفجرة بنشوبها في فترات لاحقة عندما تتعرض هذه الذخائر لدرجات حرارة عالية تؤدي لانفجارها.
وهناك أيضاً أسباب تتعلق بما يتركه المدنيون من مخلفات الرحلات التي يقومون بها بهدف الاستجمام مثل أعقاب السجائر والمخلفات الزجاجية التي تقوم بتجميع ضوء الشمس، وبقايا جمر الفحم المشتعل، وأيضاً عند استخدام معدات قطع الأشجار قد تتسبب هذه المعدات بانطلاق شرارة منها تؤدي إلى الحريق كالمناشر ومعدات اللحام، وفقا للرجب.
وأشار أيضاً إلى إحراق الأعشاب اليابسة والضارة لتنظيف المكان دون التأكد لاحقاً من إطفائها، وإشعال النار في مكبات النفايات القريبة من الغابات.
وهناك أيضاً أعداد كبيرة من الحرائق تندلع في مناطق انتشار محطات تكرير الوقود البدائية في شمال غربي سوريا بسبب درجات الحرارة العالية جداً في المحطات وطبيعة العمل فيها.
حرائق مفتلعة
أكد الرجب أن بعض هذه الحرائق قد تكون مفتعلة في الغابات للاستفادة من الفحم أو لقطع الأشجار والاستفادة من الأراضي من قبل بعض الأشخاص وهذا ينعكس أثره بشكل مجتمعي على تغليب هذا الفعل المرفوض اجتماعياً على ثقافة التشجير والزراعة.
ولا يقتصر افتعال الحرائق على الشمال الغربي، ففي بعض الأحيان تتعمد سلطة الأسد عدم إخماد الحرائق الحراجية التي تندلع في المناطق القريبة من خطوط التماس بهدف تعرية هذه المناطق من الأشجار، وبهدف القيام بعمليات التحطيب والإخلال بالنظام البيئي.
ويؤكد ناشطون وإعلاميون من الساحل السوري، تكرار وقوع حرائق متعمدة في الحراج الجبلية المتاخمة للشاطئ، وتتجه أصابع الاتهام لمتنفذين من السلطة.
وتسبب حريق ضخم، يوم الاثنين الفائت، بمنطقة رأس شمرا بريف اللاذقية باحتراق مئات الأشجار الحراجية وآلاف الأشجار المثمرة غالبيتها من شجر الزيتون، وفقا لموقع نورث برس.
ونشبت النار في المنطقة من الساعة العاشرة حتى الساعة الثالثة عصراً، ما أدى لاحتراق نحو 60 دونماً من الأراضي الزراعية وقد تعرضت 2000 شجرة زيتون للاحتراق بالإضافة إلى مئات الأشجار الحراجية.
الخوذ البيضاء مستعدة للتدخل في أي مكان بسوريا
يؤكد الرجب أن أثر هذه الحرائق لا يقتصر على مناطق بعينها شمالاً أو جنوباً أو في المناطق الداخلية، فجميع مناطق سوريا تتداخل فيما بينها جغرافيا بالجبال ومجاري الأنهار وهي تتأثر بشكل مباشر سواء على بشكل فوري أو على المدى البعيد.
وهناك خطر إقفار المناطق الخضراء في عموم سوريا وانتشار الأمراض بسبب التلوث البيئي الذي من الممكن أن تتسبب به الحرائق وحملات القطع الجائر للأشجار التي هي ثروة مهمة للحفاظ على مستقبل وحياة الأجيال القادمة من الأمراض والتدهور الصحي والتلوث البيئي.
وحول مدى استعداد الدفاع المدني السوري للمساعدة في إطفاء الحرائق “في كافة مناطق سوريا”، فقد أكد الرجب أن الخوذ البيضاء ملتزمة بمبادئها الأخلاقية ومبادئ العمل الإنساني التي تدفعها لمساعدة السوريين على امتداد الجغرافية السورية.
ونوه الدفاع المدني بأن ارتفاع عدد الحرائق مقارنةً بالعام الماضي يشكل تهديدًا على البيئة والتنوع الحيوي ويوقع خسائر في الأرواح والمحاصيل الزراعية.
تجهيزات خاصة
يحافظ الدفاع المدني السوري على استعداده الدائم لمكافحة الحرائق، عبر التجهيزات من معدات وسيارات الإطفاء، ولكن التجهيز يكون في فترات استحصاد المزروعات حيث تشكل فرقه نقاطا إطفاء متقدمة تنتشر بالقرب من الأراضي الزراعية بهدف الوصول السريع إلى الحرائق في المزروعات.
وكذلك الأمر عندما تكون هناك حرائق حراجية كبيرة فإن الفرق تكون مستعدة بشكل دائم لتقديم المؤازرة في الكثير من الأحيان عند وقوع حرائق ضخمة في الغابات، وفقا للرجب.
يذكر أنه تم توثيق اندلاع 2213 حريقًا شمال غربي سوريا في النصف الأول من العام الحالي 2024.