لا تزال الأسعار مرتفعة لكثير من المواد الغذائية، خصوصا الخضروات، في شمال غربي البلاد، بالرغم من دخول فصل الصيف، الذي يعتبر موسما للكثير من الأصناف ذات الأسعار الرخيصة نسبيا.
ومع تعرض المنطقة لموجات حر، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وفقدان أو ندرة الأدوية الزراعية الفعالة، تعرضت العديد من المواسم للضرر، ما أثر سلبا على كل من المنتج والمستهلك، وسط غياب الحلول المناسبة من قبل الجهات المسوولة.
مواسم دون المطلوب
يؤكد المزارع أبو محمد من ريف ريف إدلب الغربي، لحلب اليوم، أن الموسم الحالي للبندورة التي زرعها لم يلبّ طموحاته بالمطلق، حيث تعاني شجيراته المثمرة حالة من الهزال، بسبب عدة عوامل.
وأوضح أبو محمد أن هذا الموسم كان غير مناسب للخضروات بشكل عام، بسبب موجات الحر التي تعرضت لها المنطقة مع أيام الصيف الأولى، والتي أثرت سلبا على النباتات في بداية نموها.
يُضاف إلى ذلك كثرة الأمراض والحشرات، الناجمة عن تقلبات وتغيرات الطقس، فضلا عن غياب الأدوية الفعالة والفتاكة عن السوق، حيث أن معظمها صينية أو تركية الصناعة، وهي – بشكل عام – أقل فعالية من غيرها، وفقا للمزارع نفسه.
ورغم ارتفاع الأسعار إلا أن قلة الإنتاج جعلت المزارع في حالة من الخسارة أو الربح القليل دون المطلوب، كما أضرت بالمستهلك.
وتعتبر الفاصولياء واللوبياء من أبرز المحاصيل التي تعرضت للضرر هذا الموسم، حيث يتراوح سعرها بين 20 و 25 ليرة في كل من إدلب وريف حلب، فضلا عن الجودة المنخفضة.
ويتراوح سعر البندورة في كل من أعزاز والباب وإدلب، بين 7 و8 ليرات تركية، أما في عفرين فيباع الكيلو بنحو 10 ليرات، كما لا يزال الخيار غاليا نوعا ما حيث يباع الخشن منه (للسلطة) بنحو 8 ليرات، فيما يبلغ سعر الكيلو الجيد بين 12 و 15 ليرة.
وبحسب مراسلي حلب اليوم في الشمال السوري، فإن الأسعار متقاربة بين كل من إدلب وريف حلب، حيث يباع الليمون بنحو 30 ليرة، أما البطاطا فتباع بنحو 10 – 15 ليرة (بحسب النوع)، وتتراوح الفليلفة بين 7 و 15 ليرة تركية، ويبلغ سعر كيلو الكوسا نحو 10 ليرات، أما الباذنجان فهو المادة الوحيدة التي سجلت أسعارا منخفضة بنحو 5 ليرات.
يؤكد المزارع المسن حسان، في ريف أعزاز، أن العوامل الجوية كانت وراء غلاء أسعار البطيخ الأحمر (الجبس) والذي سرعان ما عاد للارتفاع خلال الأيام الماضية، ووصل سعر الكيلو منه إلى 7 ليرات – السعر نفسه في محافظة إدلب – وذلك بعد فترة وجيزة من استقراره عند سعر 5 ليرات، كما لا يزال البطيخ الأصفر مرتفعا (من 10 إلى 15) للأسباب نفسها.
وفرة الأعلاف لم تخفض أسعار اللحم
مع هطول نسبة أمطار جيدة خلال الشتاء الماضي، توفرت كميات جيدة من علف الشعير والحنطة، وذلك بغض النظر عن كمية إنتاج الحبوب.
ويوضح اللحام هشام أبو أحمد من ريف إدلب الشرقي، أن الانخفاض النسبي والمؤقت في أسعار التبن خاصة الشعير، دفع مربي الأغنام إلى الاتجاه نحو تسمينها، والعزوف عن طرح الكثير منها للبيع في السوق، مما أدى لعودة الأسعار إلى حالها، بعد أيام قليلة من انخفاضها النسبي.
وكانت أسعار لحم الخروف قد نزلت موخرا بنحو 20 – 30 ليرة تركية، إلا أنها عادت لحالها، حيث سجّلت 400 ليرة للكيلو الواحد من لحم الخروف، و410 للهبرة، و 370 ليرة للفيطيمة والدهنة، في كل من أعزاز وإدلب، أما في عفرين فهي أقل بنحو 10 – 20 ليرة.
ولا تزال أسعار الفروج مرتفعة نسبيا رغم انقضاء موجات الحر التي ترافقت مع غلاءه، حيث يباع كيلو الفخذ بنحو 65 ليرة في كل من أعزاز و عفرين، وكيلو الصدر بعظمه بنحو 110 ليرات تركية، و الجناح بنحو 80 ليرة.
أما في محافظة إدلب فيحافظ الفروج على أسعار أرخص نسبيا، حيث يباع كيلو الفخذ بنحو 55 ليرة، أما الصدر بعظمه فيباع بنحو 90 – 95 ليرة، وكيلو الجناح بنحو 70 ليرة.
يشار إلى ارتفاع سعر المازوت المكرر في إدلب بنسبة كبيرة نوعا ما، مقارنة بريف حلب، وهو المادة التي يعتمد عليه معظم السكان في الشمال السوري، حيث يبلغ سعر الليتر الواحد فيها 23 – 24 ليرة، بينما يباع في ريف حلب بنحو 19 – 20 ليرة تركية، أما باقي أصناف المحروقات فتسجل أسعارا متقاربة.