تزداد حوادث الغرق في المسطحات المائية خلال فصل الصيف، ومع غياب الإجراءات الاحترازية في الشمال السوري، يقع سنويا عدد من الضحايا، إلا أن الفرق التي خصصها الدفاع المدني السوري، ساهمت إلى حد بعيد في إنقاذ الأرواح.
وفي إفادته لقناة حلب اليوم، قال المتطوع مصطفى نجار، من فريق الإنقاذ المائي في الدفاع المدني السوري، إن الفرق في مراكزها المنتشرة في شمال غربي سوريا تتلقى بشكل مستمر بلاغات عن حالات غرق في المسطحات المائية وهي تستجيب بشكل فوري ومباشر لهذه البلاغات، إضافةً لانتشار فرق إنقاذ مائي بالقرب من عددٍ من تلك المسطحات التي يقصدها الناس بشكل أكبر من غيرها.
ويتركز وجود تلك الفرق في منطقة عين الزرقا بريف إدلب الشمالي، وبحيرة ميدانكي بريف عفرين شمال حلب، ونهر الفرات بمنطقة جرابلس شرقي حلب، حيث تكون هذه الفرق موجودة في نقاطها القريبة جداً من تلك المسطحات على مدار 24 ساعة طيلة فصل الصيف.
وتتمثل مهمة الدفاع المدني في الاستجابة لأي حالة طارئة والتوعية من مخاطر السباحة في هذه المسطحات، كما أن هذه الفرق مزودة بمعدات غوص وقوارب لتسريع وصول الفريق في حال كان الغريق على مسافة بعيدة من ضفة النهر أو البحيرة.
ولكن ورغم كل التحذيرات والتوعية وحالات الغرق التي انتهى الكثير منها بالموت – يضيف نجار – إلا أن المدنيين لايزالون يرتادون هذه المسطحات للسباحة، مع ان عدم الاكتفاء بالاستجمام بالقرب منها ما يشكل خطرا كبيرا على حياتهم.
وفي إحصائية حول حوادث الغرق خلال الصيف الحالي، أكد نجارأ ن فرق الخوذ البيضاء استجابت، منذ بداية العام الحالي 2024 وحتى تاريخ 13 حزيران الحالي، لأكثر من 36 نداء استغاثة تتعلق بالمسطحات المائية شمال غربي سوريا.
وأدت تلك الحوادث التي استجابت لها فرق الإنقاذ خلال المدة المذكورة، لوفاة 16 مدنياً بينهم 4 أطفال غرقاً في مياه المسطحات المائية (أنهار ، بحيرات، برك مائية، سواقي مياه)، وفيما أنقذت الفرق 5 حالات بينهم 3 أطفال كادوا أن يغرقوا.
نصيحة مهمة للسكان
دعا الدفاع المدني السوري، من خلال حلب اليوم، الأهالي في شمال غرب سوريا، للالتزام بالمعلومات التي تقدمها فرق التوعية حول خطر السباحة دون اتخاذ تدابير الأمن والسلامة، و ضرورة الابتعاد عن المسطحات المائية العميقة واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لحماية أنفسهم وأطفالهم من الغرق.
وتشدد الخوذ البيضاء على منع الأطفال من الذهاب لوحدهم إلى المسابح الخاصة ومرافقتهم إلى المسطحات المائية لمنعهم من السباحة فيها.
كما حدرت من الوصول إلى مسافات بعيدة عن اليابسة أثناء السباحة، بحيث يصعب على السابحين – خاصة الأطفال – العودة؛ إما بسبب بعد المسافة أو التشنجات العضلية أو اختلاف التيارات المائية.
يشار إلى قلة الخيارات المتاحة أمام الأهالي للترويح عن أنفسهم أثناء فصل الصيف، بسبب سيطرة سلطة الأسد والميليشيات على الساحل السوري، وعدة منا طق سياحية في البلاد.