تقف الأسعار حاجزاً بين الأهالي في الحسكة على العزوف عن تقديم الأضاحي هذا العيد، على الرغم من أن تربية المواشي هناك كانت مزدهرة حتى سنوات قريبة، كما كانت تتمتع بجوتها وسعرها المناسب.
ويشتكي أهالي شمال شرقي سوريا من غلاء أسعار كباش العيد في الأسواق، التي جاوزت 8 ملايين ليرة (تعادل 550 دولاراً أميركياً)، بينما بلغ سعر الخروف الصغير الذكر 3 ملايين (200 دولار) بوزن 20 كيلو غراماً، في حين تباع الأنثى منه بسعر مليونين ونصف المليون (170 دولاراً) بعد ارتفاع أسعارها 50 في المائة عن العام الماضي.
أسعد مربي وتاجر مواشي قال لموقع حلب اليوم “إن أسعار الأضاحي تضاعفت هذا العام، في السابق كان سعر الأضحية يقارب مليون ليرة سورية، اليوم لا يمكن أن تبيع أضحية بوزن جيد بأقل من 4 ملايين ليرة”.
وأضاف أسعد “الكبش الذي يصل وزنه إلى 40 كغ يبلغ سعره قرابة 4 ملايين ليرة سورية، وهذا يمثل 3 أضعاف سعرها العام الفائت، هذا العام لم نبع حتى 1% من حلالنا”.
بالمقابل أشار فواز (موظّف) إلى أن ما ادّخره من مرتبه طوال الأشهر الخمسة الأخيرة لم يمكنه من إتمام ثمن الأضحية، وأكد فواز “كنت اوفر مبلغاً من مرتبي منذ بداية العام، جمعت ما يقارب مليون وثمانمئة ألف ليرة لكنها لا تكفي لشراء أضحية وزنها 20 كغ”.
فواز أضاف متهكماً “خسرت أجرة التنقل بين منزلي وسوق الأغنام، الأسعار هنا لا تخضع للمراقبة ولا لمتابعة اللجان الاقتصادية التي دائماً ما نسمع عنها في الاجتماعات، يجب أن يكون هناك أجهزة حقيقية وفاعلة لمراقبة الأسعار وضبطها، وهذا يصب في مصلحة الجميع باستثناء الفاسدين”.
أبو خالد سائق سيارة اجرة اشتكى هو الآخر من وضع أسواق المواشي وقال لحلب اليوم “لثلاثة أيام لم أنقل مواشي سوى مرتين، في الأولى كان الحمل 4 رؤوس من الأغنام، والثانية 6 رؤوس فقط”.
وأضاف “ثمن نقل رأس الغنم من السوق إلى المنزل 10000 آلاف ليرة في فترة العيد، لكن هذه الأجرة لم تعد تساوي شيئاً في ظل هذا الغلاء، الأهالي لم يشتروا هذا العام أضاحٍ بسبب ارتفاع أسعارها”.
وتشهد مناطق الإدارة الذاتية فوضى اقتصادية تتمثل في ارتفاع الأسعار وتفاوتها بين منطقة وأخرى، وفي المدن بين حي وآخر، كما أن الفوضى الأمنية التي تعيشها مناطق كثيرة شرق الفرات تجعل الاهتمام بالأسواق والأسعار أمراً ثانوياً بالنسبة للإدارة الذاتية، ناهيك عن الفساد المستشري في المؤسسات الإدارية والتي تسببت باحتجاجات مستمرة في كثير من مدن وقرى وبلدات شرق الفرات.