يوافق اليوم الاثنين الذكرى الرابعة والعشرين لوفاة حافظ الأسد، الذي حكم البلاد بقبضة من حديد، وورّث السلطة لولده بشار، ما أدى لتدمير البلاد بشكل غير مسبوق.
وكان حافظ قد توفي في 10 حزيران من عام 2002، ونتيجة للتكتم الإعلامي الشديد الذي فرضه نظامه، لا تزال ظروف الوفاة غير معلومة على وجه الدقة، إلا أن التقارير تشير إلى إصابته بالمرض ويُرجح أنه سرطان الدم، فيما قال “مصدر طبي” حينها لوكالة فرانس برس في بيروت إنه توفي بسبب إصابته بأزمة قلبية.
ولقي حافظ الأسد حتفه عن عمر ناهز 70 عامًا، بعد بقاءه على كرسي الحكم لثلاثة عقود، سجن خلالها مئات الآلاف وقتل مئات الآلاف، وقام بتصفية خصومه ومنافسيه دون تردد، كما لاحق الكثيرين بعمليات اغتيال في الخارج.
بنى الأسد الأب حكمه على القمع بالحديد والنار، حيث كانت المجازر من أركان ودعائم السلطة التي يعتند عليها، ولم تكن مجزرة حماة – وهي أشهرها – الوحيدة.
ومنذ استيلاءه على الحكم بالقوة وعبر الانقلاب العسكري في السبعينيات من القرن الماضي، ارتكب حافظ الأسد مجزرة تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين قرب بيروت في حزيران من عام 1976، حيث راح ضحيتها نحو 3000 فلسطيني على الأقل.
وفي آذار من عام 1980 ارتكبت قواته مجزرة جسر الشغور شمال غرب إدلب، بحجة مواجهة جماعة “الإخوان المسلمين”، حيث تم إعدام نحو 100 رجل وامرأة وطفل واعتقال العشرات.
وبعد ذلك بثلاثة أشهر فقط نفذ حافظ الأسد وأخوه رفعت مجزرة سجن تدمر، وهي إحدى أبشع المجازر عبر التاريخ، حيث أجرت قواتهما إنزالًا جويا عبر المروحيات على نزلاء السجن في وسط الصحراء، عقب وقوع محاولة اغتيال فاشلة لحافظ، وراح ضحية ذلك الانتقام المئات، بينما تغيب الإحصاءات الدقيقة.
وشهد العام نفسه أحداثا دموية أخرى في مدينة حلب، كان أبرزها مجزرة حي المشارقة، التي وقعت في أول يوم من عيد الأضحى الذي وافق شهر آب، حيث تم إعدام نحو 100 شخص من أبناء الحي ميدانيا، كما وقعت مجازر أخرى عدة بي حلب، في كل من سوق الأحد، وبستان القصر، والكلاسة.
وفي شباط من عام 1982 ارتكب حافظ ورفعت الجريمة الأكثر شهرة في مدينة حماة، والتي لا يزال عدد ضحاياها غير معروف على وجه الدقة، ويتراوح بين 20 ألفا و 40 ألف مدني.
رتب حافظ الأسد إجراءات نقل السلطة لولده بشار، خلال حياته، وذلك بعد موت باسل الذي كان يجري إعداده للتوريث.
وقامت زمرة الحكم المحيطة بحافظ، وأبرزها رجالات الجيش والمخابرات بترتيب الانتقال، بما في ذلك تعديل الدستور الذي جرى خلال دقائق في ما يسمى “مجلس الشعب”، حيث كان مفصلا على مقاس الأسد الأب الذي تولى الحكم في سن الأربعين عاما.
عاش حافظ الأسد فترة حكم مليئة بالصراعات وكان أبرزها ما جرى مع أخيه رفعت الذي حاول الانقلاب عليه، قبل أن يمنحه كل الأموال في “خزينة الدولة” ضمن تسوية جرت بينهما، خرج بموجبها الأخير ليتنعم بالمليارات في فرنسا وسويسرا، بينما عانى السوريون طويلا جراء نهب الخزينة، وكان إعلام السلطة يلقي باللوم على “العقوبات الأمريكية”.