وكالة حلب اليوم – خاص
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، اضطرت العديد من الفتيات إلى اللجوء للعمل اليدوي في منازلهن، لخلق فرص عمل والحصول على المال اللازم لتغطية تكاليف المعيشة.
من بين هؤلاء الفتيات الشابات هي بشرى العويد، من بلدة سويدان في ريف دير الزور، التي بدأت مشروعها اليدوي قبل عامين، إذ أكّدت لحلب اليوم أنها بدأت بصنع المربيات والحلويات اليدوية باستخدام مواد بسيطة، وسرعان ما توسع نشاطها لتبيع منتجاتها للمحال التجارية المحلية.
العويد قالت: “إنها تلقت فرصة عمل لدى الإدارة الذاتية وعملت لفترة قصيرة في مجلس البلدة المحلي، لكنها اضطرت للتوقف بسبب صعوبة المواصلات والأوضاع الأمنية”.
تروي الشابة أنها تعلمت عبر منصة “يوتيوب”، كيف يمكنها أن تبدأ بمشروع صناعة المربيات بمواد بسيطة، منوّهةً إلى أنها استطاعت خلال عام واحد اتقان هذا العمل بكل احترافية، ما سمح لها أن تبيع منتجاتها للمحال التجارية.
صناعة الأوشحة
وفي هذا السياق، تُشير خلود الناصر لحلب اليوم إلى أنها تعمل اليوم على تصنيع أوشحة خاصة بالعرائس وتطريز أسمائهم، وكذلك قبعات تخرج الطلاب.
وأضافت خلود التي تنحدر من بلدة الشحيل بريف دير الزور، أنه عند توسع عملها، طلبت من شقيقتها المساعدة بعد حصولها على شهادة في الكيمياء.
ولفتت أثناء حديثها لحلب اليوم، إلى أنها على الرغم من التعب الذي يتطلبه التطريز وحاجته إلى الدقة، فإن المردود المادي جيد، حيث يصل سعر الثوب المطرز إلى مليون ليرة سورية.
ونظراً لعدم توفر الماكينات اللازمة للعمل وارتفاع إيجارات المحال التجارية، تعتمد بشرى على إحدى جاراتها التي تمتلك ماكينة تطريز لمساعدتها مقابل أجر، وفق قولها.
غياب فرص العمل
السيدة “سها العبد الله” (32 سنة) من بلدة الشحيل بريف دير الزور، تقول لحلب اليوم إنها بحثت عن فرصة عمل لمدة عامين دون جدوى، ولذلك قررت بمساعدة والدتها المتخصّصة في خياطة الألبسة، تعلم هذا الفن.
وأكّدت في ختام حديثها أنها تبيع الألبسة للمحال التجارية ولديها زبائن يطلبون تطريز “الكابات” والأوشحة والعباءات.
بدورها، تشير ياسمين إلى أن إيجار المحال التجارية وصل إلى 500 ألف ليرة سورية، مما جعل من الصعب تغطية هذه التكاليف.
وتعيش المناطق التي تسيطر عليها قسد أزمة اقتصادية خانقة، دفعت المواطنين لإيجاد بدائل للمعيشة أو التفكير في مغادرة البلاد.
يُشار إلى أن هذا التقرير جسّد قصص هؤلاء الفتيات تعكس الإصرار على تجاوز الصعوبات والبحث عن مصادر دخل بديلة في ظل ظروف قاسية.