حلب اليوم – خاص
تشهد مناطق من ريف دير الزور الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أزمة حادة في الحصول على قوالب الثلج، خصوصًا بعد أن تجاوزت درجات الحرارة 45 درجة مئوية، تزامنًا مع انقطاع التيار الكهربائي المستمر منذ يومين.
وبحسب مراسل حلب اليوم في دير الزور، فإن مناطق ريف دير الزور الشمالي والشرقي الواقعة على ضفة نهر الفرات تعتمد على الكهرباء القادمة من مناطق سيطرة سلطة الأسد، والتي تشهد انقطاعات متكررة وطويلة.
وأوضح أنه مع ارتفاع درجات الحرارة واستمرار انقطاع الكهرباء، لجأ السكان إلى شراء ألواح الثلج من المراكز المتخصصة لتبريد الماء والطعام، ما أدّى إلى زيادة الطلب على ألواح الثلج في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية.
وبلغ سعر لوح الثلج في المعامل المنتجة له 15,000 ليرة سورية، بينما بلغ سعره في السيارات الجوالة بالشوارع 20,000 ليرة، وفقا لمراسلنا.
معاناة السكان
راكان، الذي يعمل بالمياومة في ورشة إنشاءات، ذكر لحلب اليوم أن أجره اليومي يكفي بالكاد لشراء قطعة صغيرة من الثلج يوميًا لتغطية احتياجات عائلته خلال النهار.
بينما أوضح “خليل.م” لحلب اليوم، وهو رب عائلة مكونة من سبعة أفراد، أن أجرته لا تكفي لشراء لوح كامل من الثلج، مشيرًا إلى أن أساسيات الحياة أصبحت من الرفاهيات في ظل الوضع المعيشي المتردي.
في المقابل، أفاد “نوار.س” صاحب أحد معامل الثلج في بلدة الشحيل شرقي دير الزور بأنهم يبيعون لوح الثلج بـ 15,000 ليرة، ومع ارتفاع درجات الحرارة مؤخرًا، زادت فترات العمل إلى ثلاث ورديات لتلبية الطلب المتزايد.
وأرجع سبب ارتفاع الأسعار إلى الأرباح التي يضيفها التجار على سعر الجملة بحجة ارتفاع أسعار المحروقات.
وأضاف صاحب المعمل أنه لا توجد حلول لخفض الأسعار نظراً لقلة الدعم الذي يتلقاه القطاع من قبل لجنة المحروقات التابعة للإدارة الذاتية، والتي لم تقدم حتى الآن أي دعم ملموس.
وأشار إلى أن انقطاع الكهرباء المستمر يمثل مشكلة كبيرة، حيث لا يستطيع العديد من السكان تحمل تكلفة تركيب أنظمة طاقة شمسية التي تصل تكلفتها إلى حوالي 1200 دولار أمريكي على أقل تقدير.
وتظل أزمة الحصول على الثلج في ريف دير الزور مثالاً حياً على التحديات اليومية التي يواجهها السكان في ظل الظروف الصعبة والانقطاعات المستمرة للكهرباء وارتفاع درجات الحرارة.