حلب اليوم – دير الزور
تعاني مدينة الميادين والقرى المجاورة لها بريف دير الزور، شرقي سوريا، من نزوح جماعي للسكان تحت وطأة ممارسات الفصائل الموالية لسلطة الأسد وميليشيات إيران، التي بسطت سيطرتها على المنطقة بعد طرد تنظيم الدولة، حيث أدّت هذه السياسات القمعية إلى تهجير أغلب السكان، مما سهل على الميليشيات الاستيلاء على المنطقة.
وتعمل الميليشيات الموالية لإيران في محافظة دير الزور على السيطرة على منازل المعارضين لها وتحويلها إلى ثكنات عسكرية بشكل دوري، بحسب مراسلنا، الذي وصف الوضع الأمني في المدينة بـ”الفوضى”.
فوضى أمنية
عمار الياسين، أحد أبناء مدينة الميادين، يصف الوضع في حديثه مع “حلب اليوم” قائلاً: “كانت الميادين أكبر مدينة في ريف دير الزور الشرقي، وبلغ عدد سكانها في عام 2016 نحو 140 ألف نسمة. لكنه يشير الآن إلى أن المدينة تعيش فوضى أمنية تحت سيطرة الفصائل الإيرانية، حيث يسعى الحرس الثوري الإيراني لإجبار السكان على مغادرة المدينة ومصادرة منازلهم لإسكان عائلات مقاتليه.
وأضاف عمار أن قيادات الحرس الثوري والفصائل الموالية له يسيطرون على جميع مفاصل الحياة في المدينة، ويقدمون الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية فقط للأحياء التي تقيم فيها عائلات عناصرهم.
مصادرة المنازل والنزوح
يقول مراسلنا إن الضغوطات المستمرة من قبل المليشيات الإيرانية أجبرت معظم سكان المدينة على الهجرة إلى مناطق شرقي الفرات الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” أو خارج البلاد إلى أوروبا والدول الآسيوية.
أبو عمران، أحد سكان الميادين، يؤكد لحلب اليوم أن من لا ينتمي إلى المليشيات الموالية لإيران يُحرم من حقوقه الخدمية والمعيشية. ويضيف أن المضايقات أصبحت علنية، وحتى عند التقديم على عمل يُطلب منهم دفع مبالغ كبيرة للسماسرة الإيرانيين مقابل الدراسة الأمنية.
وأشار إلى وجود عصابات تحت حماية قيادات إيرانية تقوم بتشليح السكان وسرقة ممتلكاتهم، مما يجعل الحياة في تلك البلدات غير قابلة للعيش.
نازحون خسروا منازلهم
يقول مراسل حلب اليوم في دير الزور إن أبرز البلدات التي شهدت هجرة لسكانها غربي الفرات هي “العشارة والقورية والميادين والدوير والعباس والمجاودة”، حيث يقتصر الوجود الآن داخل تلك البلدات على مقاتلي المليشيات الإيرانية والدفاع الوطني وبعض العائلات المقربة من إيران.
جابر الصالح، من مدينة الميادين، يقيم الآن في مدينة البصيرة الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، يقول لحلب اليوم: “إن الميليشيات الإيرانية استولت على بناء تعود ملكيته لوالده بعد نزوحه من المدينة بسبب القصف والضغوط المستمرة”.
وأضاف جابر أن والده عاد إلى المدينة وشاهد عناصر من سلطة الأسد يسرقون محتويات المنزل، لكنه لم يتمكن من الاقتراب لحماية ممتلكاته، لافتاً إلى أن والده حاول التحدث مع المسؤولين عن المقر، لكنه تلقى ردّاً بأنهم تلقوا أوامر بالاستقرار في المبنى، مما أجبره على العودة متخلياً عن ممتلكاته.
خلاصة القول، إن الوضع في مدينة الميادين ومعظم بلدات غربي الفرات الخاضعة لسيطرة الميليشيات الإيرانية والفصائل الموالية لها، يتفاقم بشكل يومي، مما يساهم في زيادة النزوح الجماعي للسكان ويعقد الوضع الإنساني والأمني في المنطقة، وفقاً لمراسلنا.