أظهرت دراسات جمعت بين فحوصات الدماغ وبيانات ما نتناوله من غذاء أن اتباع نظام غذائي متوسطي “حمية البحر المتوسط” قد يساعد في كبح شيخوخة العقل والحفاظ على وظائف الدماغ مع تقدم العمر.
ويسهم الانخراط في سلوكيات غذائية صحية خلال مرحلة عمرية مبكّرة، في تعزيز النمو الصحي للإنسان وتحسين قدراته البدنية والعقلية في مرحلة عمرية لاحقة.
وقام باحثون من جامعة “نبراسكا” وجامعة “إلينوي” عبر موقع
“New Atlas” بإجراء تجربة تضمنت 100 شخص يتمتعون بصحة جيدة تتراوح أعمارهم بين “65” و “75” عاما
وجمع الباحثون الدم من المشاركين من أجل قياس المؤشرات الحيوية للمغذيات، إضافة إلى إجراء فحوصات بالرنين المغناطيسي، وتم تصنيف المشاركين عبر مجموعات بحسب التقييمات المعرفية.
وطلب الباحثون من المشاركين إكمال بيانات ديموغرافية ومعلومات حول مستويات النشاط وقياسات الجسم.
وبعد فحص البيانات اكتشف الباحثون نوعين من شيخوخة الدماغ هما “أبطأ من المقبول ومتسارع” وعندما دمجوا البيانات المعرفية مع القياسات الغذائية تبين أنه يوجد ملفا غذائيا معينا يرتبط بشكل واضح بالأشخاص الذين يعانون من تباطؤ شيخوخة الدماغ.
ما هي حمية البحر المتوسط أو الحمية المتوسطية؟
النظام الغذائي المتوسطي هو طريقة لتناوُل الطعام تستند إلى الطعام التقليدي للبلاد التي يَحدُّها البحر الأبيض المتوسّط. ولا يوجد تعريف واحد لهذا النظام الغذائي، ولكنه غالبًا يكون غنيًّا بالخضار والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات والحبوب وزيت الزيتون ويتم تتبيل الأطعمة بالأعشاب والتوابل.
وبحسب دراسة نُشرت في مجلة “Alzheimer’s & Dementia” في عام 2018 تبين أن من يلتزم بحمية البحر الأبيض المتوسط، ينخفض لديه خطر الإصابة بالضعف الإدراكي بنسبة 30 بالمئة
وإن “حمية البحر المتوسط”، تعتمد على الأطعمة الصحية، مع ضرورة الحد من تناول اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة والسكريات المكررة.
من جانب آخر قال “آرون باربي”، الباحث الرئيسي في الدراسة من جامعة “نبراسكا”، إن الجانب الفريد من الدراسة يكمن في نهجها الشامل، الذي يدمج البيانات المتعلقة بالتغذية والوظيفة الإدراكية وتصوير الدماغ، موضحًا أن التجربة العلمية تنتقل إلى ما هو أبعد من مجرد قياس الأداء المعرفي باستخدام الاختبارات النفسية العصبية التقليدية، ولكن يتم في نفس الوقت فحص بنية الدماغ ووظيفته وعملية التمثيل الغذائي، مما يدل على وجود صلة مباشرة بين خصائص الدماغ هذه والقدرات المعرفية،
وتظهر النتائج أن خصائص الدماغ هذه ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالنظام الغذائي، كما يتضح من الأنماط التي لوحظت في المؤشرات الحيوية للمغذيات.
ومن المهم ملاحظة أن اتباع نظام غذائي متوسطي ليس علاجًا كاملا لشيخوخة العقل أو أمراض الدماغ الأخرى، ولكنه قد يساعد في إبطاء عملية الشيخوخة والحفاظ على وظائف الدماغ مع تقدم العمر