أعلن علماء الفلك عن اكتشاف كوكب خارجي جديد يدور حول نجم قريب منه، ويُعتقد أنه قد يكون صالحًا للحياة، ويقع الكوكب على بعد حوالي 40 سنة ضوئية فقط من الأرض، مما يجعله أحد أقرب الكواكب الخارجية المحتملة للحياة التي تم اكتشافها حتى الآن.
وتبيّن لعلماء الفلك من خلال استخدام القمر الصناعي “تيس” التابع لوكالة “ناسا” أن الكوكب يقع في المنطقة القابلة للحياة، وأنه يدور حول النجم “جيلز 12” متوقعين أن توجد مياه سائلة على سطحه.
و تبلغ درجة حرارة سطح الكوكب المكتشف 42 درجة حسب دراسات نشرتها مجلة “مونثلي نوتيس أوف رويال أسترونوميكال سوسايتي” 23 مايو/أيار الجاري وهي درجة حرارة أقل من معظم الكواكب الخارجية التي تأكد وجودها حتى الآن والتي يبلغ عددها 5000 كوكب.
وقالت الباحثة في كلية الفيزياء والفلك بجامعة “إدنبره” “لاريسا باليثورب”: إن الكوكب المكتشف قد يكون له غلاف جوي يشبه الأرض، وهو أقرب إلى كوكب الزهرة الذي تعرض لظاهرة احتباس حراري جامحة جعلت منه حفرة جهنمية تبلغ درجة حرارتها 400 درجة مئوية، أو ربما له نوع مختلف من الغلاف الجوي غير موجود في نظامنا الشمسي.
وأضافت في حديثها مع وسائل إعلام عربية أن معظم الكواكب الخارجية تُكتشف باستخدام طريقة العبور، إذ يمر الكوكب أمام نجمه مما يتسبب بانخفاض سطوع النجم المضيف، وأثناء العبور يمر ضوء النجم أيضا عبر الغلاف الجوي لكوكب خارج المجموعة الشمسية، فتمتص بعض الأطوال الموجية وتمتص جزيئات الغاز المختلفة ألوانا مختلفة، لذلك يوفر العبور مجموعة من البصمات الكيميائية التي يمكن اكتشافها بواسطة التلسكوبات مثل تلسكوب جيمس ويب.
وبحسب وكالة “ناسا” فإن الكوكب قد يُعتبر كوكبًا صالحًا للحياة، إلا أنهم لا يعرفون على وجه اليقين ما إذا كان يدعم فعلاً الحياة. ومع ذلك، فإن اكتشافه يوفر إثارة كبيرة، حيث أن قربه النسبي من الأرض يجعله هدفًا رئيسيًا لمزيد من المراقبة والدراسة.
ويعد اكتشاف الكوكب معلمًا مهمًا في البحث عن الحياة خارج كوكب الأرض حيث يسلط الاكتشاف الضوء على حقيقة أن الكواكب الصالحة للحياة قد تكون أكثر شيوعًا مما كان يُعتقد سابقًا، مما يزيد من احتمال اكتشاف الحياة في مكان آخر في الكون.