وقعت 12 منظمة حقوقية على بيان مشترك يطالب الحكومة اللبنانية بوقف عمليات الترحيل القسري للاجئين السوريين إلى مناطق سلطة الأسد، وفقا لمركز “وصول لحقوق الإنسان”.
وذكر المركز أن عدد الاعتقالات التعسفية بحق السوريين في لبنان وصل خلال عام 2023 إلى 1080 شخصًا جرى ترحيل 736 منهم بشكل قسري، وما يزال أكثر من 120 شخصًا في عداد المفقودين بعد دخولهم إلى سوريا.
وأعربت المنظمات الموقعة عن قلقها البالغ إزاء الترحيل والإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة اللبنانية بشأن ترحيل اللاجئين السوريين إلى مناطق داخل سوريا، وإزاء جلسة مجلس النواب اللبناني التي انعقدت لمحاسبة الحكومة بشأن اللجوء السوري في لبنان يوم الأربعاء 15 أيار/مايو 2024.
وأكد البيان أن الجلسة تجاوزت النطاق المقصود، وهو تناول “الهدية” البالغة مليار يورو (1.084 مليار دولار) التي قدمها الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، وبدلاً من ذلك، صدرت حزمة من التوصيات التي تدعو إلى الترحيل الفوري للاجئين السوريين في لبنان.
وأكدت الأمم المتحدة مؤخراً أن سوريا لا تزال غير آمنة لعودة معظم اللاجئين، حيث يواجه السوريون الذين فروا من الحرب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وتجاوزات عند عودتهم.
علاوة على ذلك، في عام 2023، وثق مركز وصول لحقوق الإنسان 1080 حالة اعتقال تعسفي للسوريين في لبنان و763 حالة ترحيل قسري، بينهم قاصرون، تم تسجيل الكثير منهم لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وأعرب البيان عن الأسف لأن أكثر من 120 شخصاً من بينهم ما زالوا في عداد المفقودين بعد دخولهم الأراضي السورية، وبحلول نهاية أبريل 2024، تم الإبلاغ عن 685 حالة اعتقال تعسفي و433 حالة ترحيل قسري، بالإضافة إلى ذلك، “ظهر اتجاه مثير للقلق من عمليات الإخلاء القسري في عام 2024”.
وشهد العام الحالي طرد 1,306 حالة من الأفراد والعائلات اللاجئين، وغالبًا ما تكون مصحوبة بتوجيهات بلدية تحظر إيوائهم أو استئجارهم، في محاولة لإجبارهم على العودة إلى سوريا.
كما وثقت منظمات حقوق الإنسان عمليات قتل لأشخاص تم ترحيلهم من لبنان إلى سوريا، فعلى سبيل المثال، في 9 مايو 2024، توفي محمود محمد ربيع حسنة، الذي تم ترحيله قسراً في 28 أبريل 2024، متأثراً بجراحه التي أصيب بها بعد إطلاق النار عليه من قبل قوات الأسد عندما حاول العودة إلى لبنان.
كما تعرض رأفت فالح للاختفاء القسري في سوريا بعد الاعتقال و الترحيل بشكل غير قانوني من لبنان في 10 يناير/كانون الثاني 2024، وظهر أخيراً في سجن صيدنايا في 14 مايو/أيار 2024، وتمكنت عائلته من مقابلته.
وكان أكثر من مليون لاجئ سوري وصلوا إلى لبنان، منذ عام 2011، مما يجعله “أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم من حيث المساحة”، وعلى الرغم من ذلك، لم يصادق على اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين أو البروتوكول الإضافي لعام 1967.