عام ألفين وتسعة أنتج المخرج الإيراني المعارض محسن مخملباف فيلم بعنوان “أسرار حياة خامنئي”، يظهر الفيلم تفاصيل حياة مرشد الثورة الإيرانية وزعيمها المطلق منذ عام 1989 وما يملكه من مقتنيات يصل ثمنها وفق الفيلم إلى ملايين الدولارات.
الفيلم وفي جزئية تطرق إلى اهتمام خامنئي بالخواتم وما يملكه منها ومقدار ثمنها ومن أي معادن وأحجار كريمة مصنوعة ومدى اهتمام رجل الدين الأعلى في إيران باقتنائها دوناً عن الحلي الأخرى.
الحديث عن خواتم القيادات الإيرانية بدأ بعد انتشار صورة يد قاسم سليماني عام 2020 بعد مقتله قرب مطار بغداد، ظهر في الصورة خاتم فضي مرصع بحجر أحمر وصورة أخرى وهو يحك لحيته مرتدياً ذات الخاتم، الصورتان كانتا للتأكيد على أن الجثة المحترقة تعود للجنرال الإيراني قائد فيلق القدس.
اليوم ومع كل حادث يصيب القيادات الإيرانية يتساءل سوريون ولبنانيون وعراقيون عن “الخاتم” متهكمين على الشخصيات الإيرانية والتدليل عليها بما يرتدونه من خواتم، فما قصتها ومن أين جاءت وكيف صُنعت وما دلالاتها ورمزيتها لدى قيادات إيران؟
محمد باقر عودة، خبير الأحجار الكريمة وصاحب متجر لبيعها في الضاحية الجنوبية لبيروت قال في حديث سابق مع BBC العربية”إن خاتم سليماني الذي شوهد في الصورة المنتشرة، مصنوع من العقيق اليماني، وهو أكثر حجر مستحب عند المسلمين، ويرجّح أن يكون هدية له من مرشد الثورة الإسلامية علي خامنئي، ما يجعله ذا رمزيّة”.
الرأي الديني جاء على لسان رجل الدين الشيعي اللبناني جعفر فضل الله في مقابلات سابقة مع وسائل إعلام: “لا يوجد أي جانب شرعي للخواتم أو الأحجار الكريمة، إذ لا يجوز للإنسان أن يرتبط بالحجر باعتقاد أنّه يضرّ وينفع، وحده الله يضرّ وينفع”
لكن فضل الله يقول في موضع آخر “إنّ الخواتم تحوّلت مع الزمن إلى شعار إيمانيّ وهو منتشر عند الشيعة كثيراً، إذ يتزيّن المتديّن في يومنا هذا بالأحجار التي كانت متوافرة في البلاد الإسلامية، مثل الفيروز والعقيق، لكن الكلام عن آداب وضع الخواتم أو الأحجار هو بالمبدأ مجرد أقاويل لا يمكن أن نركن إليها”
خبير الأحجار الكريمة محمد عودة يؤكد أن الأحجار المشهورة للزينة بناءً على الروايات الإسلامية ستة، وهي الفيروز والحديد الصيني والدرّ النجفي والعقيق والياقوت والزمرد، وهي بالفعل موجودة في معظم الخواتم التي يرتديها المسؤولون في البلاد الإسلامية.
في الحالة الإيرانية يبدو تقديس الخواتم جلياً في تعامل الرئيس مع المرؤوس، وفي امتنان من يحصل على الخاتم وفرحه كما تدل على مدى قربه من المانح وهذا بحد ذاته يجعله ذا فخر بين زملائه، تماماً كما يظهر في توزيع قاسم سليماني الخواتم على الحاضرين في إحدى جلساته وهو ينتقي بعناية كل خاتم لكل شخص.
كما أفردت وسائل إعلام إيرانية وأخرى غير إيرانية الحديث عن خاتم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بعد مصرعه بحادث تحطم طائرة شمال غربي إيران، حيث أكدت المصادر أن فرق البحث والإنقاذ استطاعت العثور على خاتم رئيسي الذي أهداه إياه علي خامنئي لما له من مكانة مقربة عند مرشد الثورة، المرشد الذي يملك قرابة 300 خاتم مرصع بالأحجار الكريمة المختلفة وصل ثمن أحدها إلى نصف مليون دولار وفق ما جاء في فيلم “أسرار حياة خامنئي”.
قصة خواتم القيادة الإيرانية أصبحت مادة سخرية عند كثير من المناوئين لإيران ومشروعها في المنطقة العربية، السوريون تساءلوا منذ إعلان فقدان طائرة رئيسي عن خاتمه، في إشارة إلى مصرعه وبقاء خاتمه ذكرى عنه، ومستذكرين خاتم قاسم سليماني الأحمر وغيره من قادات إيران العسكريين أو الميليشيات التابعة لها الذين قتلوا في سوريا أو العراق.
صحفيون ونشطاء ومدونون ومستخدمو وسائل التواصل عبروا عن سخريتهم من ضياع رئيسي قرابة 24 ساعة قبل إعلان مقتله، بذكرهم الخواتم التي يلبسها ومن معه وأن البحث عن الخاتم كان أجدى، فيما انتظر كثير منهم خبر العثور على خاتم رئيسي لساعات، وتساءل آخرون من هو ملك الخواتم الإيرانية الذي ستنتهي عنده القصة؟