يشتكي عدد من رواد عيادات عمليات التجميل في دمشق من قيام الأطباء بنشر صورهم عاريين، وقد أثارت إحدى الحالات الجدل بعد تقدم “المريض” بشكوى ضد طبيبه.
وقالت نقابة الأطباء لموقع أثر برس الموالي لسلطة الأسد، إنه يتم توجيه إنذار للطبيب الذي تورط في نشر الصورة، من دون أية عقوبات رادعة،
وتشتد المنافسة بين أطباء التجميل في دمشق مع الإقبال عليها، خصوصا من قبل لبنانيين ينجذبون إلى “الأسعار الرخيصة” رغم وقوع حالات فشل ذريع مرت حياة العديد من الأشخاص.
ومع تزايد التفاوت الطبقي في مناطق سيطرة الأسد وخاصة دمشق، يعمد بعض أصحاب رؤوس الأموال والمتنفذين لإجراء عمليات التجميل، وخاصة النساء.
وبحسب الموقع فقد “بات الكثير من أطباء التجميل يلجؤون لنشر صور أعمالهم الجراحيّة التجميلية للترويج وجذب انتباه الزبائن، حتى وصل بهم الحال لنشر صور المرضى وهم عارون، لتأكيد نجاح العمل التجميلي، وسط تساؤلات حول غياب أخلاقيات المهنة”.
وبرّر أحد أطباء التجميل اللجوء لنشر صور المرضى عاريين، بوجود ما أسماها “حاجة ماسة للدعاية والترويج لطبيب التجميل في خضم انتشار عدد كبير من الأطباء”، معتبرا أن “طبيب التجميل كطبيب الأسنان والجراحة وغيرهم، فمن دون صور على وسائل التواصل الاجتماعي، تثبت للمتلقين صحة نجاح العمل الجراحي كيف تكون المصداقية؟”!، معتبراً أن الهدف من نشر الصور “غير إباحي” أو لكسب التفاعلات.
بدوره برّر نقيب أطباء سوريا الدكتور غسان فندي نشر الصور قائلاً: “قانونياً يمكن للطبيب نشر معلومات في حالات طبية بشرط ألا تكون هذه المعلومات تدل على هوية المريض، وهنا الغاية من النشر هدف علمي ولكن أي نشر لصور وفيديوهات لأجسام عارية”.
ويشتكي عدد من المراجعين من أن هناك أطباء ينشرون صور مرضاهم بلا ملابس، لكن فندي رد على ذلك قائلا إنه “عند رصد هذه الدعايات المنافية للأخلاقيات الطبية والمهنية، يستدعى الطبيب إلى النقابة وتتخذ بحقه الإجراءات المناسبة كالتنبيه والإنذار”.
أما الأستاذ المحامي عبد الفتاح الداية فقد قال إن نشر صور أجساد المرضى العارية، يقتضي الرضا والقبول من المريضة، ولكن “الرائج الآن أن الطبيب يصور المريض وهو يتكلم معه ويجري حواراً وغالباً ما يعلم أن هذا الطبيب له حسابات نشطة على مواقع التواصل وأنه سيعيد نشر هذه المواد، وبالتالي لا يمكن الحديث هنا عن انتهاك خصوصية المريض”.
ويعاني الكثير من اللبنانيين مضاعفاتٍ خطيرة جراء عمليات تجميل قاموا بها في دمشق، بدافع توفير المال، فيما يحذّر أطباء من خطورة ذلك.
وسلطت قناة الحرة اﻷمريكية في تقرير سابق الضوء على معاناة عدد من “الضحايا”، حيث نقلت عنهم قصصاً مأساوية مع تعليق أحد اﻷطباء المختصين.
وقال مستشار نقيب الأطباء اللبناني للشؤون التجميلية، الدكتور رائد رطيل إن عمليات التجميل “باتت هاجساً يراود الكثيرين، من دون أن تصل إلى مسامع بعضهم صرخات التحذير من مخاطر قد تخفي وراءها عواقب وخيمة، في حين لا يبالي البعض بهذه التحذيرات فيغامرون بصحتهم وجمالهم لتوفير المال”.
وفيما “تغري أسعار العمليات الرخيصة في سوريا الكثير من اللبنانيين الباحثين عن الجمال بكلفة مخفضة”، توجد “داخل أروقة بعض مستشفيات وعيادات التجميل قصص مأساوية عن مضاعفات وتشوّهات وحتى وفيات”، بحسب ما يقوله رطيل.
وأضاف أنه لا يهدف لتشويه سمعة الأطباء السوريين حيث أن “الكثير منهم مشهود لهم بالكفاءة والمهنية العالية”، بل “للتحذير من الدخلاء على مهنة الطب هناك الذين يتسببون بكوارث تدمّر حياة الناس”، مؤكداً “ارتفاع عدد الشهادات التي تصل من أشخاص خضعوا لعمليات جراحية في سوريا وتعرضوا لتشوهات بعدها عصية على الشفاء.
وأوضح الطبيب أن بعض اللبنانيين “يتجمعون في مجموعات تتراوح بين خمسة إلى عشرة أشخاص، ويقصدون سوريا في باصات لإجراء العمليات قبل العودة في نفس اليوم، ومع ذلك، فإن زيادة عدد الأشخاص الذين يفضلون هذا الوجهة في الآونة الأخيرة يرجع إلى الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان”.
ويدفع الوضع الاقتصادي المتردي في لبنان بحسب رطيل بعض الأطباء اللبنانيين “إلى استقبال المرضى الذين واجهوا مضاعفات بعد إجراء عمليات التجميل في سوريا، حيث يقصدونهم لإجراء عمليات تصحيحية”.