الشمال السوري محط أنظار الجميع خلال الايام القليلة الماضية، إذ لا يزال الوضع ضبابياً وسط محادثات مستمرة تدور بين روسيا وتركيا لتحديد مستقبل المنطقة.
الجبهة الوطنية للتحرير أعلنت النفير العام ورفع الجاهزية الكاملة لمواجهة تهديدات قوات النظام ووعيدها لإدلب لا سيما عقب التصريحات الروسية حول هجوم وشيك بالسلاح الكيماوي على مدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي.
النفير العام تبعه إرسال الفصائل العسكرية تعزيزات ضخمة إلى خطوط التماس مع قوات النظام التي بدورها دفعت بتعزيزات مماثلة إلى المناطق المقابلة لأرياف إدلب الجنوبي والشرقي والغربي وريفي حماه الشمالي والغربي وريف اللاذقية الشمالي.
تلك التعزيزات تزامنت مع تصريحات لوزير الدفاع الروسي حول أن موظفي ما يعرف بمركز المصالحة الروسية في سوريا يجرون محادثات مع قادة في الفصائل العسكرية في محافظة إدلب للتوصل لتسوية سلمية، مضيفاً أن هدف تلك المحادثات التوصل لحل سلمي مشابه للتسويات التي جرت في الغوطة الشرقية ودرعا حسب وصفه.
التصريحات الروسية نفاها مصطفى سيجري مدير المكتب السياسي في لواء المعتصم التابع للجيش الحر نفى جملة وتفصيلاً وجود فصائل ثورية تسعى لعقد مصالحات مع الروس في إدلب، واضعاً تلك التصريحات في إطار الحرب النفسية.
حشود النظام حول إدلب لم تكن الوحيدة بل تزامنت مع زيارة وزير الدفاع الإيراني الى مدينة حلب واستقباله لقادة الميليشيات الإيرانية في غياب واضح لقادة النظام وبحسب مواقع إيرانية أنه زار إحدى قواعد قوات التدخل السريع للمدافعين عن المقدسات فيما يراه مراقبون بأنه رسالة مبطنة من إيران لتدخلها في المنطقة.
ويبقى الشمال السوري يعيش حالة من الترقب بانتظار ما ستتوصل إليه الأطراف الفاعلة في الملف السوري بحسب ما يرى محللون سياسيون.