سلطت صحيفة لوموند الفرنسية الضوء على معاناة اللاجئين السوريين في لبنان وسياسات حكومة تصريف اﻷعمال ضدهم، حيث تسعى إلى تسريع عمليات العودة بالتنسيق مع سلطة اﻷسد.
وقالت الصحيفة إن مسألة اللاجئين السوريين عادت إلى خانة الأولوية المعلنة للحكومة اللبنانية، ونقلت عن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي قوله إنه يريد تسريع عمليات العودة، بعد أن خرجت عشرات المطالبات بطردهم من البلاد إثر مقتل قيادي بحزب القوات اللبنانية.
وأوضحت أن التوترات الأخيرة بدأت بعد اختطاف وقتل المسؤول المحلي في الحزب باسكال سليمان بمنطقة جبيل (شمال بيروت) حيث قال الجيش في 8 أبريل/نيسان إنه “قُتل على يد أفراد عصابة سورية” بحسب التحقيق الأولي.
وتعرض السوريون بسبب ذلك للضرب في الشوارع، وخاصة على يد المتعاطفين مع هذه المجموعة، وتلت ذلك عشرات الدعوات لطرد السوريين من قبل مجموعات من السكان أو البلديات أو الملاك في مناطق مختلفة، بما فيها المعاقل المسيحية في بيروت، وفقا لما نقله موقع الجزيرة نت عن الصحيفة.
ونقلت لوموند عن مواطن سوري من منطقة الرقة يدعى عاطف قوله “إن السوريين مكروهون ويتعرضون لضغوط قوية في المناطق المسيحية” وهي التي فروا إليها من الجنوب الذي قصفه الجيش الإسرائيلي خلال حرب عام 2006.
ونشأت موجة من العداء تجاه السوريين منذ بداية الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تسببت في إفقار غير مسبوق وانتعاش للهجرة والضغوط المزمنة عام 2019، حيث أدى الوجود الهائل للاجئين (حوالي مليونين) إلى بروز توترات متكررة، تم التعبير عنها داخل المجتمعات المختلفة في لبنان، بحسب الصحيفة.
ويتأسف رمزي قيس، الباحث المتخصص في الشأن اللبناني بمنظمة هيومن رايتس ووتش، على أنه عندما تحدث جريمة لها علاقة بأحد السوريين، يبادر “المسؤولون اللبنانيون إلى جعل كل السوريين كباش فداء”.
وخلصت لوموند إلى أن حدوث انفجار إقليمي لا يزال قائما بالشرق الأوسط، حيث أدى مناخ الحرب على غزة إلى تراجع البحث عن حل سياسي للصراع في سوريا، مما يدعو عاطف إلى وضع حقيبته في الزاوية استعدادا للفرار في حال حدوث أي تصعيد في لبنان، ليعود إلى الرقة، وفق قوله.
وكانت هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية قد وجهت رسائل لجهات أممية وعربية للضغط على الحكومة اللبنانية لوقف “الحملة العنصرية ضدّ اللاجئين السوريين في لبنان”.