يخضع رجل سوري خمسيني للمحاكمة في ألمانيا، بسبب اتهامه بتقديم الدعم إلى حركة أحرار الشام اﻹسلامية، في حربها ضدّ سلطة اﻷسد، منذ عدة سنوات.
وبدأت المحكمة الإقليمية العليا في هامبورغ بمحاكمته، أمس الاثنين، بتهم تتعلق بـ”دعم الإرهاب”، حيث تم توجيه التهم إليه على أن يدافع عن نفسه في وقت لاحق، وفقاً لوسائل إعلام محلية.
وانطلقت المحاكمة أمام مجلس شيوخ أمن الدولة التابع للمحكمة الإقليمية العليا، حيث يحاكم الرجل البالغ من العمر 54 عاماً، وهو متهم بجلب معدات عسكرية لـ”منظمة إرهابية” في سوريا قبل عشر سنوات.
وقال موقع tagesschau اﻷلماني إن المتهم “بدا هادئا بشأن محاكمته، حيث جاء مع معارفه وتحدث ويمزح في الردهة قبل أن تبدأ الجلسة”.
الشبهة: رحلات نقل
أوضح الموقع أن المتهم سافر بين عامي 2012 و2014 من شمال ألمانيا إلى سوريا ثلاث مرات لتسليم معدات عسكرية إلى حركة أحرار الشام الإسلامية، وبحسب لائحة الاتهام، فقد قام ذات مرة بتسجيل سيارة جيب خصيصًا لهذا الغرض.
وفي جولته الثانية، قاد المتهم سيارة إسعاف، والمرة الثالثة في حافلة فولكس فاجن، ويقال إنه قام بنقل هوائيات وأجهزة شحن للطائرات بدون طيار ومولدات لمحطات الإرسال.
ويتهمه المدعي العام باستخدام وسائل النقل لتجهيز أحرار الشام في حربها ضد سلطة الأسد، ويقول إن المقاتلين “سعوا إلى تحقيق هدف إقامة دولة دينية في سوريا بموجب الشريعة الإسلامية”.
وأعلن المتهم أنه سيدلي بشهادته بشأن هذه الاتهامات في اليوم التالي للمحاكمة.
وكانت المحكمة الفيدرالية الألمانية، قد وجهت اتهامات بالانتماء إلى “منظمة إرهابية” ضد 3 سوريين، مطلع العام الجاري، حيث قالت إنهم أعضاء سابقون في لواء التوحيد في سوريا، كانوا قد لجأوا إلى ألمانيا في وقت سابق.
وقالت المحكمة في بيان نشره مكتب المدعي العام إن لديها “ما يكفي من الاشتباه في أن المتهمين (محمد .ر، أنس .خ، يوسف .خ) كانوا أعضاء في لواء التوحيد “الذي كبّد القواعد العسكرية لقوات اﻷسد خسائر فادحة”.
ووصف المدعي العام الاتحادي لواء التوحيد بأنه “تنظيم إرهابي” رغم كونه غير مشمول بلائحة التنظيمات اﻹرهابية لدى ألمانيا، وقال إن اللواء “يسعى لإقامة دولة دينية على أساس الشريعة”، وإنه “تعاون مع “جبهة النصرة” و”أحرار الشام” لتنفيذ هجمات إرهابية في المنطقة”.
واستغرب ناشطون ذلك القرار مؤكدين أن الشبان كانوا يعملون على المستوى المحلي مع بعض الوكالات اﻹعلامية مثل وكالة سمارت وشام، في عمل مدني وثوري، كما أشار البعض لاحتمال وجود “جهات مرتبطة بسلطة اﻷسد تقوم بتحريك الموضوع داخل ألمانيا”، كما قال الناشط السوري عبد الكريم ليلى لحلب اليوم.
وأعرب سوريون عن قلقهم من أن يُعتبر كل من خرج ضد سلطة اﻷسد “إرهابياً”، أو أن بكون ذلك في سياق جهود التطبيع.