تستعد السلطات في إقليم كردستان بالعراق لترحيل دفعة جديدة من اللاجئين السوريين، خلال اﻷيام المقبلة، إلى مناطق سيطرة قسد في شمال شرق سوريا، فيما تتجهز اﻷخيرة لتسليم مئات اللاجئين المحتجزين قسراً في مخيماتها للحكومة العراقية.
ونقلت جريدة الوطن الموالية لسلطة اﻷسد، عن “مصادر مقربة من قسد” أن الدفعة الثانية من السوريين الذين سترحّلهم سلطات أربيل عاصمة “إقليم كردستان العراق”، ستصل خلال الأسبوع الجاري إلى مناطق اﻹدارة الذاتية شمال وشمال شرق سوريا.
وكانت الدفعة الأولى من السوريين قد وصلت الأربعاء الماضي، وقالت قسد إن معظمهم ينحدرون من مناطق سيطرة سلطة اﻷسد، وإنها ستعيد كل شخص للمكان الذي قدم منه، ما يعني تسليم نسبة كبيرة منهم للسلطة.
وحول ذلك قالت الصحيفة نقلاً عن مصادرها إن “هذا الإجراء يجب أن يسبقه اتفاق مع سلطة اﻷسد، التي لا تعترف بالإدارة الذاتية”.
وبحسب المصادر فإن عدد المرحلين السوريين في الدفعة الأولى لم يتجاوز ٤٠ شخصاً، على أن يتجاوز عدد المرحلين في الأسبوع الجاري ٦٠ شخصاً، منوهة بعد صحة اﻷنباء عن صدور قرار من الحكومة العراقية بترحيل السوريين الذين لجؤوا إلى العراق منذ 2011، وبأن قرار الترحيل هذا صدر عن حكومة إقليم كردستان.
وأشارت إلى أن حملة ترحيل السوريين من قبل سلطات أربيل، ستستمر وستتسارع في الفترة المقبلة، إلى حين “التخلص من أكبر عدد منهم”، بعدما باتت الجهة المفضلة للباحثين عن فرص عمل من السوريين خارج البلاد، وخصوصاً خلال العام الماضي الذي شهد أكبر موجة هجرة من السوريين إلى كردستان.
وكان من المتوقع أن يزيد عدد السوريين في كردستان عن ٣٠٠ ألف شخص معظمهم من الشباب، بعد أن تغيرت الظروف في مصر التي قصدها أيضاً الكثير من السوريين.
وتبرر أربيل قرارها بأن السوريين الذين لجأوا إليها، أثّروا سلباً على سوق العمل وتسببوا بزيادة البطالة، على الرغم من شغل السوريين حرفاً يحتاجها الإقليم، ولاسيما في قطاعي البناء والخدمات، وعلى الرغم من وقوع الكثير منهم في عمليات ابتزاز من دون دفع مستحقاتهم.
وأمام هذا الواقع يتجه الكثير من السوريين إلى بغداد بعمليات “هجرة غير شرعية”، من المتوقع أن تزيد من وتيرتها خلال اﻷيام المقبلة.
وفي شمال شرق سوريا أبلغت قسد أكثر من 200 عائلة عراقية تعيش في مخيم الهول بترحيلها إلى العراق خلال الأسبوع القادم، حيث يحتوي المخيم قرابة 50 ألف شخص من جنسيات عديدة بينهم قرابة 10 آلاف أجنبي من عائلات عناصر تنظيم الدولة.
وتأتي هذه الخطوة عقب زيارة وفد من الحكومة العراقية لمخيم الهول الأسبوع الفائت ولقائه المسؤولين عنه من الإدارة الذاتية.