تجددت أزمة النقل في العاصمة السورية دمشق جنوبي البلاد، فيما عزت وسائل إعلام تابعة لسلطة اﻷسد السبب إلى “خلل فني” أدى لتوقف أجهزة الرصد المركّبة على السرافيس.
وقال موقع أثر برس الموالي لسلطة اﻷسد إن توقف شبكة الإنترنت اليوم الخميس، تسبب بوجود كثافة سكانية عند نقاط مواقف السرافيس جراء عدم تواجد مركبات لنقل الأشخاص المنتظرين، إلى مناطق أخرى لقضاء التزاماتهم، حيث أن أجهزة الـ GPS لا تعمل في ظل غياب الانترنت.
وأوضح أن أي رحلة لأي سرفيس سوف تكبّد مالك المركبة خسارة، لأنه لن يتم تسجيلها على الشبكة، وفي الوقت ذاته ستنفذ كمية المحروقات المخصصة له.
وأكد “عدد من الأهالي المتواجدين على موقف دويلعة – عند جسر كشكول” للموقع أنهم انتظروا السرفيس ساعتين، رغم أنه يوم عطلة وكانوا متوقعين توفر الكثير من السرافيس، مشيرين إلى وجود سرفيس بالمنطقة لكن نتيجة العدد الكبير من المنتظرين، لم يسعفهم الحظ ويحصلوا على مقعد للذهاب إلى مقصدهم، فيما “لفت عدد آخر من الأشخاص المنتظرين عند موقف الصناعة (مهاجرين – صناعة) أنهم منذ وقت طويل ينتظرون مرور السرافيس إلا أنهم لم يحظوا بذلك”.
وطلب سائقو السرافيس التي تواجدت تسعيرة أعلى مما هو محدد، حيث برروا ذلك بأنهم اضطروا لشراء مادة المحروقات من السوق السوداء لأن أجهزة الـ GPS لا تعمل نتيجة توقف شبكة الإنترنت، كما “أشار عدد من أصحاب المركبات إلى أنهم اضطروا لإيقاف مركباتهم، ريثما تعمل شبكة الانترنت ويتم تفعيل أجهزة الـ GPS، حتى يتم تسجيل رحلاتهم لدى فرع المرور وشركة المحروقات، ولا تتم معاقبتهم وحرمانهم من مخصصاتهم”.
وتتفاقم مشكلة الازدحام في العاصمة السورية دمشق، مع تراجع حجم المحروقات المخصصة من قبل سلطة اﻷسد، وانخفاض في ساعات وصل الكهرباء، وارتفاع غير مسبوق في أسعار كافة المواد، وركود اقتصادي، وتضييق مستمر من قبل أجهزة اﻷمن.
وبات على السوري الذي يعيش في العاصمة اليوم الوقوف “عشرات الدقائق وربما لساعة”، في كل مرة يريد فيها أن يستقل وسيلة نقل عام، لمن يريد “النجاة من تجمعات الازدحام والحصول على مقعدٍ ضمن سرفيس أو باص” بحسب تقرير سابق نشره الشهر الماضي موقع أثر برس.
ويتكرر مشهد الازدحام على مواقف السرافيس في كلّ الشوارع ومحطات الوقوف، نتيجة أزمة مواصلات خانقة تعيشها مدينة دمشق وريفها، فضلاً عن ارتفاع أسعار تعرفة الركوب.
وفي خط “مزة جبل – كراجات” تخرج “غالبية سرافيس الخط من كراج البولمان فارغة، أو يشترط السائق بأن تكون نهاية الخط سانا – برامكة، ليعيد تعبئة الركاب في البرامكة لخط المزة كاسباً ركّاباً جدد، ومنهم من يطلب 2000 ل.س، أي ضعف الأجرة المحددة (1000 ل.س)”.
أما في خط “مهاجرين – صناعة” فهناك “ازدحام مروري وتجمعات كبيرة بغية وصول سرفيس الخط أو للحصول على فرصة الصعود لداخله حتى لو وقف الشخص”.
وعلى “الدوار الجنوبي” يمر باص نقل واحد كل نصف ساعة في الخط، رغم أن أعداد الأهالي الكبيرة التي تكون منتظرة له تحتاج لعشرة باصات أخرى لتعويض الفاقد الكبير، خاصة وأنه يجول على أحياء كثيرة في دمشق”.
وتغيب السرافيس عن “الدوار الشمالي” مع “رفع التسعيرة تبعاً لمزاج السائق، فيما يطالب الأهالي بإيجاد آلية للتعامل مع السائقين واحترام الركاب”.
أما في “ركن الدين – جسر الرئيس” فقد بات “الحصول على مقعد ضمن هذا الخط، بمثابة انتصار من معركة طاحنة؛ خاصة من جسر الرئيس”، بينما يشكو سائقو الخط عدم تعبئة مخصصاتهم من مادة المازوت يومياً، مع الانتظار الكبير في محطات الوقود لتعبئة المادة.
كما لا يسمح “غالبية السائقين للركاب بالصعود من كراج البولمان، في منطقة “فلسطين – كراجات”، ومنهم من يشترط على الركاب أن تكون نهاية الخط حتى كراج الست فقط، أي نصف المسافة”.
وفي ريف دمشق هناك ازدحام شديد بمختلف أنحاء المحافظة، فيما يأخذ أصحاب السرافيس ضعف أجرة الراكب بسبب اضطرارهم لشراء المازوت من السوق السوداء.
إضافةً لما سبق فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية مجدداً مع حلول رمضان، في العاصمة السورية، وعموم مناطق سيطرة اﻷسد، ولم تعد إلى قيمتها السابقة، مما يزيد من الضغط الاقتصادي على السوريين.