للمرأة السورية دور بارز في الثورة ضد سلطة اﻷسد منذ بداياتها، وفقد الكثير منهن حياتهن تحت التعذيب في سجون وأقبية المخابرات، ولعل فاتن رجب من أبرز تلك الوجوه التي لا ينساها السوريون.
بعد سنوات من الاعتقال تأكد في عام 2018 نبأ موت العالمة الحاصلة على الدكتوراه، وذلك بعد نشر اسمها ضمن قوائم الموتى الذين يدعي اﻷمن وفاتهم بـ”أزمة قلبية”.
وكانت المخابرات الجوية قد اعتقلتها في مدينة دمشق بتاريخ 26 /كانون الأول/ 2011 وفي تاريخ 14 /تموز من عام 2014 نقلتها من سجن عدرا المركزي إلى مكان مجهول، وفقاً لما ذكرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن عدد من المحتجزات كن معها.
الدكتورة فاتن رجب فواز من مدنية دوما في ريف دمشق من مواليد عام 1979؛ قضت في فرع المخابرات الجوية في دمشق قرابة العشرة أشهر، تم تحويلها بعد ذلك إلى الفرع 215 في حي كفر سوسة بدمشق، ثم أعيدت إلى فرع المخابرات الجوية مجدداً وبقيت هناك حتى 19 /شباط/ 2014 حيث تم تحويلها إلى سجن عدرا وذلك بعد إحالتها إلى القضاء العسكري.
وبينما كانت تُعد رسالة الدكتوراة في الفيزياء في إحدى الجامعات الفرنسية، تم اعتقالها لمنعها من إكمال رسالتها، وتعرضت لأشد أنواع التعذيب من بين جميع المعتقلات بحسب ما أفاد به عدد من الناجيات، حيث يؤكدن تعرضها لنوبات صرع ونزيف حاد في الأنف و الأذنين إثر عمليات التعذيب الوحشي.
وكانت الفتاة المُعتقلة في سجون اﻷسد “ظلال صالحاني”، قد أكدت أنها التقت مع فاتن رجب لدقائق معدودة في باحة السجن في مُعتقلات الأسد، حيث “تعرّضت لاستفزاز نفسي رهيب”، وكان ذلك آخر ما نُقل عنها قبل إعلان وفاتها في 2018.
ولا يزال مصير الطبيبة السورية رانيا العباسي مجهولاً حتى اليوم، حيث وافق أول أيام شهر رمضان الفائت الذكرى السنوية الحادية عشر لاعتقالها.
وكانت قد اعتُقلت يوم الاثنين 11 آذار 2013 من حي دمر بمدينة دمشق، مع أطفالها الستة عقب اعتقال زوجها عبد الرحمن ياسين، يوم السبت 9 آذار 2013، ولا يزال مصيرهم جميعاً مجهولاً.
و رانيا العباسي هي طبيبة أسنان وبطلة سوريا والعرب بالشطرنج من مواليد مدينة دمشق عام 1970، ومنذ اعتقال العائلة لم ترد معلومات عن مصير أيّ من أفرادها، ولم يُعرضوا على أيّ محكمة.
وأطلق ناشطون العام الماضي حملة جديدة للمطالبة بالكشف عن مصير العائلة، بينما تسود مخاوف جدّية في أوساط مُطلقي الحملة من أن تكون سلطة اﻷسد قتلت العائلة أو عددًا من أفرادها.
وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن قوات اﻷسد اعتقلت رانيا العباسي وأطفالها الستة: ديمة (مواليد 1999)، انتصار (مواليد 2001)، نجاح (مواليد 2003)، آلاء (مواليد 2005)، أحمد (مواليد 2007)، ليان (مواليد 2011) وكانت رضيعة حينها، واعتقلت أيضًا مجدولين القاضي، صديقة رانيا التي صودف وجودها في منزل العائلة أثناء مداهمته.
وكانت الشبكة السورية قد رشّحت العائلة لتكون ضمن شخصيات حملة “دونما وجه حق”، التي أطلقها “مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل في وزارة الخارجية الأمريكية لدعم المعتقلين السياسيين في العالم”.
وبالرغم من المطالبات المتكررة، لم يصدر أيّ رد من قبل سلطة اﻷسد، بل قابلت الدعوات للكشف عن مصير العائلة بالتجاهل التام، كما فعلت مع عشرات آلاف المعتقلين والمختفين قسريًا.
ويعيد الحديث إلى اﻷذهان قضية “خنساء حوران” حسنة الحريري، التي هاجرت من اﻷردن إلى كندا عام 2022 خوفاً من تسليمها لسلطة اﻷسد،
تنحدر حوران من محافظة درعا، ولجأت إلى اﻷردن حيث عاشت في مدينة إربد شمالي البلاد قبل أن يتم نقلها في 2021 إلى مكان الإقامة الجبرية بمخيم الأزرق، الذي تشرف عليه المخابرات الأردنية قبل أن تبلغها اﻷخيرة بضرورة مغادرة أراضي المملكة، مع ثلاث سوريين آخرين من أقاربها، خلال مدة أقصاها 14 يوماً.
وكانت “الخنساء” قد اعتقلت من قبل أجهزة أمن سلطة اﻷسد في عام 2012، ثم أفرج عنها بعد نحو عام ونصف العام ضمن صفقة لتبادل اﻷسرى.
