أطلقت إيران وميليشياتها ما يزيد على 330 مسيرة وصاروخا، خلال الليلة الماضية باتجاه إسرائيل، رداً على قصف قنصليتها في دمشق في وقت سابق، دون أن تتمكن من تحقيق أي أهداف عسكرية تُذكر، وفقاً لمراقبين.
وادعى الحرس الثوري أن نصف الصواريخ “أصابت أهدافها بنجاح” معلناً “تدمير قاعدتين عسكريتين”، دون اﻹشارة إلى إصابة أيّ من الجنود.
لكن الجيش اﻹسرائيلي أكد إسقاط 99% من الصواريخ والمسيرات، لافتاً إلى أضرار طفيفة أصابت قاعدتين عسكريتين، دون تسجيل ﻷية خسائر بشرية.
مواجهة بالوكالة.. استخدام أراضي الدول العربية عبر الميليشيات
نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني تأكيده إطلاق أكثر من 100 طائرة بدون طيار صوب إسرائيل، مؤكداً اعتراضها خارج أراضيها من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا، كما لفت إلى أن قسماً من الطائرات بدون طيار تم إطلاقها من العراق.
ونقلت وكالة رويترز عن وسائل إعلام إسرائيلية رصد الجيش لمسيرات أطلقت من اليمن باتجاه إسرائيل، وتحديداً من قبل ميليشيا الحوثي.
كما تمّ تسجيل إطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه إصبع الجليل والجولان وسمعت أصوات انفجارات في منطقة الجليل الأعلى.
وأعلنت ميليشيا حزب الله أنها قصفت مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع بالجولان المحتل بعشرات صواريخ الكاتيوشا، من الجنوب السوري.
من جانبها ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن مقاتلات بريطانية وأميركية شاركت في اعتراض المسيرات الإيرانية في أجواء الأردن وسوريا.
وتداولت مصادر إعلامية محلية مقاطع مصورة ﻹسقاط المسيرات والصواريخ في الجنوب السوري، وقرب الحدود مع اﻷردن.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن إيران أطلقت 170 طائرة مسيًرة على إسرائيل ولم تدخل واحدة منها مجالها الجوي و”أسقطت جميعاً خارج الحدود”، مشيرا إلى إطلاق 30 صاروخ كروز أيضًا “لم يدخل أيّ منها المجال الجوي الإسرائيلي”، مضيفاً: “أسقطنا 25 منها في حين تمكنت بعض الصواريخ البالستية من تجاوز الدفاعات الإسرائيلية”.
وذكرت وسائل إعلام أردنية سقوط 7 صواريخ إيرانية على قاعدة رامون الجوية في صحراء النقب، وقال تلفزيون المملكة الأردني إن شظايا صواريخ إيرانية سقطت على منطقة مرج الحمام السكنية بالعاصمة عمان، حيث عُثر على شظايا صاروخية بمنطقة الحسا في الطفيلة بجنوب المملكة، كما أن عشرات الصواريخ سقطت في عدة محافظات أردنية، ولكن دون إصابات.
وشهدت منطقة الحدود بين العراق وسوريا تحليقاً مكثفاً لطائرات حربية أميركية وبريطانية، وقالت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية إنها أسقطت بعض الطائرات المسيرة.
ما النتيجة العسكرية؟
لم تُعلن إيران أو إسرائيل تعرض أي جندي للإصابة، أو وقوع خسائر مادية تُذكر من تدمير للعتاد أو اﻵليات، أو تحقيق نتائج ملموسة، وهو ما دفع مراقبين لوصف ما جرى بالمسرحية.
يرى الكاتب والمحلل التركي محمد صديق يلدريم أن النتائج ستكون في صالح إسرائيل والغرب بنهاية المطاف، حيث سيلتقي بايدن مع نتنياهو بعد التوترات التي حصلت بينهما، كما ستدعو إسرائيل الأمم المتحدة لعقد اجتماع طارئ، إذ أنها ستحشد أمريكا تأييداً دولياً لإسرائيل بزعم أنها “تواجه تهديدًا وهجومًا كبيرًا”، وتدعو للوقوف إلى جانبها.
بدوره علّق المحلل العسكري السوري العميد أحمد رحال على الهجوم ووصفه بـ”المسرحية الهزلية التي تمارسها إيران أمام العالم”، متسائلاً عن عنصر المفاجأة والسرية الذي “هو أساس أي عملية عسكرية”، حيث “تم شن هجوم عسكري بإعلام مُسبق ومتابعة دولية لتحركات المُسيرات والصواريخ قبل إطلاقها !”.
ورغم أن ما حصل كان “جعجعة بلا طحين” – بحسب يلدريم، فإن طهران اضطرت لذلك “بعد تضرر سمعتها بشكل مهين”، لكن اﻷمر اﻷكثر أهمية الذي يلفت إليه هو ما استفاده بنيامين نتانياهو الذي يعاني ملفات معقدة وكبيرة ويعيش أصعب أوقاته.
ولفت الكاتب التركي إلى تصريح من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ شومر، الذي دعا نتنياهو إلى الاستقالة قبل بضعة أسابيع فقط، حيث قال أمس: “بينما تتعرض إسرائيل لهجوم، فإننا نقف إلى جانبها وشعبها، وستبذل الولايات المتحدة كل ما في وسعها لدعم دفاع إسرائيل ضد طهران”.
واعتبر أن ما جرى هو سحب لورقة إيران، حيث “نجح نتنياهو في وضع كل السياسات الأميركية في صف واحد”، مضيفاً: “لن ترى انتقاداً واحداً له لفترة طويلة”، كما “سيتم وضع جميع الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة جانباً، بينما ستُدعى الدول العرب إلى الاعتدال و ضبط النفس، كما ستنفذ إسرائيل انتقاما قويا ضد كتائب القسام و حماس”.