تعاني اﻷسواق في مدينة حمص ركوداً غير مسبوق، حالها حال كافة مناطق سيطرة اﻷسد، والتي تشهد تدهوراً اقتصادياً كبيراً.
وقال موقع تلفزيون الخبر الموالي لسلطة اﻷسد إن تكدس وازدحام الناس في شوارع مدينة حمص ما قبل عيد الفطر “يوحي بارتياح مالي كبير و’بحبوحة’ يعيشها أبناء المحافظة الوسطى، رغم اختلاف الواقع 180 درجة”، حيث طال الغلاء “كل مافي الأسواق سواء كانت المأكولات أو الألبسة وغيرها من لوازم العيد المعروفة”.
وأكد أن الجمود يسيطر على الحركة التجارية في كثير من المحال، رغم انتعاش بعضها بشكل واضح والتي اعتمدت بشكل رئيسي على تنظيم عروض خاصة للعيد وخاصة فيما يتعلق بالألبسة، بينما لم يكن الأمر ذاته في محال الحلويات والضيافة.
ولا يعني ازدحام اﻷسواق في ساعات المساء وجود إقبال على الشراء، حيث أن معظم الناس يكتفون بالاطلاع والسؤال عن الأسعار دون الدخول المحال وشراء لوازم العيد إلا فيما ندر وبكميات قليلة خجولة.
ونقل الموقع عن رنا (بائعة ألبسة في حي المهاجرين) قولها: “كان الأمل بأن تنشط الحركة خلال عيد الفطر لكن أسواق حمص لهذا العيد شهدت حركة ضعيفة نظراً لضعف القوة المالية، فالناس تشتري بكميات قليلة جداً جراء ارتفاع الأسعار، ولسبب آخر هو عدم صدور منحة مالية كما جرت العادة سابقاً”.
من جانبه قال مهند (صاحب بسطة متنقلة في حي العباسية) إن: “الإقبال ضعيف للغاية رغم أن أسعار الملابس تعتبر رخيصة نسبياً اذا ما قورنت بأسعار الثياب الجاهزة لكن ضعف القوة الشرائية وصل إلى حدود غير مسبوقة وهو ما انعكس علينا سلباً”.
أما ميس (ربة منزل) فقد قالت إن: “اللجوء إلى الحلول المنزلية سيكون حاضراً هذا العيد لتوفير ما يمكن كون أسعار الحلويات في الأسواق تكوي جيوبنا، وبالتالي سنقوم بصنع حلويات منزلية كالغريبة والقراص وغيرها من الحلويات”.
وفي مجال اﻷلبسة يلجأ أيضاً السكان إلى الخياطة التي انتعشت مؤخراً في مختلف أنحاء المدينة نتيجة لجوء الغالبية العظمى من الأهالي إلى تصليح الملابس القديمة، أو تعديل الألبسة الجديدة التي تمكنت فئة قليلة من شرائها، حيث تتكدس أكوام الثياب في محال الخياطة بمختلف الأحياء مع انشغال الخياطين بالعمل لساعات طويلة.
ويقول أبو محمد (خياط في حي الزهراء) إن هذه المناسبة تشكل فرصة عمل ممتازة، لتعويض الركود خلال فصل الشتاء، حيث أن أجور إصلاح الثياب “معقولة جداً قياساً بارتفاع مستلزمات العمل من الأجور والخيطان وغيرها، وتتراوح تكلفة إصلاح القطعة ما بين 5000-10000 ليرة وهو مبلغ معقول مقارنة بالغلاء الحاصل”.
ويجلب الزبائن معظم ألبستهم من “البالة” حيث تحتاج لبعض التعديلات فقط، بعد التأكد من جودة القماشة، و”يكونون بذلك قد كسبوا بنطالاً جديدا لمجرد إصلاحه وتوفير مبلغ كبير مع غلاء اسعار الثياب الجديدة”.
وباتت كسوة العيد تثقل كاهل أرباب الأسر الباحثين عن حلول بديلة في مناطق سيطرة اﻷسد، ويقول مراسل “حلب اليوم” في مدينة حمص: إن كلفة إكساء الطفل الواحد تتراوح ما بين 350-800 ألف ليرة سورية.
ونظراً للارتفاع الكبير الذي سجلته لملابس المعروضة ضمن المحلات المخصصة لهذا الغرض داخل أسواق المدينة، والتي جعلت من اقتناءها حلماً بعيدا المنال عن شريحة كبيرة من المدنيين؛ بدأ البعض منهم بالحث عن حلّ بديل يتناسب مع مقدراتهم الشرائية.