حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من تبعات قطع التمويل عن منظمة الصحة العالمية وآثار ذلك على مخيمات شمال شرق سوريا، التي تعاني أوضاعاً مزرية وفي مقدمتها مخيم الهول.
وقالت المنظمة في بيان إن قطع الدعم يعني أنّ المرضى في تلك المخيمات سيحرمون الرعاية الصحية، مضيفةً أنّ العواقب سوف تكون وخيمة عليهم، وداعية إلى “اتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ الأرواح ومنع مزيد من المعاناة”.
ويؤوي مخيم الهول أكثر من 42 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وتوجد “رعاية صحية ثانوية” في داخله، لكن الرعاية المقدمة للمصابين بأمراض خطرة؛ تقدمها منظمة الصحة العالمية خارج المخيم.
وخاطب بيان “أطباء بلا حدود” الجهات الدولية المانحة بعبارة: “الأرواح على المحكّ”، مضيفاً: “يجب إعطاء الأولوية للتمويل من أجل ضمان استمرار توفير الرعاية الصحية للأشخاص الذين يعيشون في الهول والمخيمات الأخرى في شمال شرق سوريا”.
وبحسب ما أعلنه الإدارة الذاتية التابعة لقسد مؤخراً، فقد تمّ تخفيض الدعم من جديد، في المنطقة التي تضم 17 مخيّماً نظامياً، تؤوي 100 ألف شخص عدا عن مخيم الهول.
ويعاني المحتجزون قسراً في تلك المخيمات من قلّة النقاط الطبية، وعدم توفّر سيارات إسعاف، وقلّة الكوادر الطبية والمتخصّصين في الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى قلّة الأدوية.
وفيما يلجأ المرضى إلى المسكّنات فقط، فإن الوضع الصحي بات كارثياً، وفقاً لمسؤول باﻹدارة الذاتية، حيث أشار إلى خطورة اقتراب فصل الصيف ونقص المياه وانتشار غير الصالحة منها للشرب والملوّثة.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد حذرت مطلع الشهر الماضي من خطر يحيط بقرابة 2,000 عائلة في خمسة مخيمات للنازحين بمنطقة الشهباء بريف حلب؛ حيث يواجهون ندرة حادة في المياه، بما يشكل أزمة إنسانية خطيرة “تهدد حياتهم”.
وأوقفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، عملياتها فجأة بسبب نقص التمويل، منذ يوم الخميس 15/ شباط/ 2024، مما يؤثر على النازحين من مدينة عفرين ومناطق متعددة من ريف حلب الشمالي، القاطنين في مخيمات منطقة الشهباء شمال محافظة حلب، والتي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وتولت اليونيسف، منذ سنوات، مهمة تعبئة المياه الصالحة للشرب في خزانات بلاستيكية موجودة ضمن هذه المخيمات بعد نقلها للمياه من مدينة حلب عبر صهاريج.
ومع طول مدة انقطاع المياه مؤخراً وعدم نقل القوى المسيطرة المياه لسكان هذه المخيمات، اضطر السكان إلى شراء المياه من أصحاب الآبار الارتوازية في المنطقة، وهذه المياه إضافة إلى قلة كمياتها، توجد هناك صعوبات لوجستية في نقلها، لكن “الأخطر أنها غالباً ما تكون ملوثة”.