ناشد ناشطون عراقيون ولاجئون سوريون السلطات في بغداد وقف عمليات الترحيل القسري ضدّ اللاجئين، مؤكدين عدم قانونيتها، ومحذرين من خطورة تسليمهم إلى سلطة اﻷسد.
ورغم امتلاكهم وثائق رسمية عراقية تُمكنهم من البقاء والعمل، إلا أن السلطات احتجزت خلال الأيام الماضية عددًا من السوريين ورحلت بعضهم إلى دمشق وسحبت الأوراق من قسم آخر منهم بهدف ترحيلهم.
ودعا ناشطون الحكومة العراقية إلى وقف حملة الترحيل، حيث أطلقوا حملة تحت وسم “لا لترحيل السوريين من العراق”، منوهين بأنهم مسجّلون لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق.
وقال أحد السوريين وهو عامل في مطعم في العاصمة بغداد، لموقع “العربي الجديد” إن “السوريين يتعرضون في بغداد وعدد من محافظات البلاد لملاحقات أمنية لأجل ترحيلهم”، مبيناً أن “الكثير من الشبان السوريين اضطروا إلى ترك أعمالهم في المحال التجارية والمطاعم خوفاً من حملات الملاحقة”.
وأضاف أنّ “عناصر الأمن احتجزوا العديد من الشبان، وتم ترحيل نحو 10 منهم، وأبلغوا الآخرين بأنه سيتم ترحيلهم عبر مطار بغداد إلى بلادهم، كما تم سحب الأوراق الثبوتية والجوازات لعدد آخر منهم، بينهم نساء وأطفال، بغية إجبارهم على الترحيل القسري”.
وحذّر اللاجئ السوري بالقول: “إعادتنا إلى دمشق عبر مطار بغداد هي بمثابة إعدام لنا، إذ سيتم تسليمنا إلى سلطة الأسد”، مناشداً الحكومة والشعب العراقي “الوقوف لأجل منع حملة الترحيل القسري”.
ورغم أنّ السوريين “موجودون رسمياً ومعهم أوراق ثبوتية ورخص أمنية من البلاد، وتم تدقيق ملفاتهم أمنياً وهم لا يمثلون أي تهديد أمني”، تتم ملاحقتهم وفقاً للاجئ.
من جانبها قالت الناشطة السورية ميسون اللباد إن “الشعب العراقي الحرّ مدعو للوقوف في وجه الحملة”، وناشدته “الوقوف مع مظلومية أهلنا وعزوتنا وتاج رؤوسنا الشعب السوري في قضية قيام السلطات الأمنية العراقية بترحيل السوريين من العراق وتسليمهم للمجرم بشار الأسد ونظامه”.
وقال الناشط العراقي علي الهاشمي: “لا يوجد قرار قضائي رسمي بترحيل السوريين، ما يجري بدوافع سياسية، يجب على حكومة (محمد شياع) السوداني أن تقف موقفا إنسانيا بوجه تلك الحملة التي تستهدف ضيوفنا السوريين، لا يمكن السكوت على ترحيل إخواننا، ومن بينهم نساء وأطفال، يجب وضع حد لتلك الخطوات”.
أما الناشطة العراقية حنان عبد اللطيف فقد أشارت إلى أن “ترحيل السوريين قسراً من العراق شمل أطفالاً قصّراً جرى تفريقهم عن أهلهم وعوائلهم، رغم أنهم حاصلون على إقامات اللجوء من المفوضية التابعة للأمم المتحدة في العراق”.
يُذكر أن قرابة 260 ألف لاجئ سوري، يقيمون في العراق، غالبيتهم في إقليم كردستان، ويبلغ عدد اللاجئين الذين يسكنون المخيمات 95.745 شخصاً.