كثيراً ما يتم التركيز على فوائد الصيام لناحية الوقاية من الأمراض المرتبطة بالسمنة، وأمراض القلب، لكن له تأثيراتٍ متعددة على مختلف أجهزة الجسم، بما في ذلك الدماغ والجهاز العصبي للإنسان.
يقول جراح الأعصاب الدكتور راهول جنديال في مقال نشره على “موقع هيلث” (Health)، إن الصيام المتقطع مفيد جداً للدماغ، مؤكداً أن الجوع المتقطع ينقي العقل ويوقظ الحواس ويحسّن وظائف المخ، بالإضافة إلى أنه يخفض نسبة السكر بالدم، ويقلل من مستويات الإنسولين، ويساعد على إنقاص الوزن عن طريق تقليل إجمالي السعرات الحرارية.
وأوضح جنديال أن عدم تناول الطعام حتى ليوم واحد يزيد من عوامل النمو الطبيعي للدماغ، والتي تدعم بقاء الخلايا العصبية ونموها، كما أن الصيام يجبر الجسم على حرق احتياطياته من الدهون، ونواتج هذه العملية تسمى الكيتونات (ketones) وهي تحافظ على استمرارية الدماغ خلال فترات الصيام والجوع، وتؤدي إلى تحسين الإدراك، وتنمية الروابط بين الخلايا العصبية، ودرء التنكس العصبي (تراجع وظائف الخلايا العصبية).
وفي دراسة نشرت عام 2017 ونقلها موقع الجزيرة نت، وُجد أن خلايا مخ فئران التجارب التي تصوم بانتظام قد تنمو أكثر من المعتاد بمجرد تناول الطعام مرة أخرى، وأشارت الدراسة إلى أن هناك بروتيناً يعرف باسم عامل التغذية العصبية المشتقة من الدماغ “بي دي إن إف” (Brain-derived neurotrophic factor)، وفي البشر قد يكون هذا البروتين معنياً بالتعلم والذاكرة.
وتميل مستويات هذا البروتين إلى الانخفاض مع تقدم الشخص في السن، خاصة إذا أصيب شخص ما بمرض يمكن أن يؤثر على الوظائف المعرفية مثل ألزهايمر، ومع ذلك فإن مستويات تزايد هذا البروتين في الفئران التي أخضعت للصوم بلغت 50%.
وفي دراسة أخرى نشرت في مجلة “نيورولوجي إنترناشونال” (Neurology International)، وجدت أن مستويات بلازما الدم من السيروتونين (ناقل عصبي يلعب دورا في المزاج) وعامل التغذية العصبية المشتقة من الدماغ “بي دي إن إف”، وعامل نمو العصب (nerve growth factor (NGF)) زادت بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان، وهذا يرتبط بتأثيرات إيجابية.