شنت مجموعات عسكرية تابعة لـ”اللواء الثامن” المدعوم روسياً في محافظة درعا، أمس الثلاثاء 5 مارس/آذار، حملة مداهمة على خيام عشائر اللجاة في شمال المحافظة، انتهت باعتقال عدد من الشبان.
وذكرت مصادر لموقع “درعا-24” أن مجموعة محلية تتبع للواء الثامن وبمشاركة عدد من شباب “أم المياذن” في ريف محافظة درعا الشرقي، نفذت حملة مداهمة على خيم عشائر اللجاة في المنطقة، واحتجزت عدداً من أبناء العشائر.
وأوضحت المصادر أن الحملة جاءت بهدف الضغط لإطلاق سراح الشاب “محمد خير المحاميد” والذي اُختطف أواخر شباط/فبراير الماضي، حيث يتهم اللواء الثامن عصابة من منطقة اللجاة باختطاف “المحاميد”، والشاب “عبدالله الزعبي” والذي تم اختطافه في بلدة دير البخت في الريف الشمالي.
وكان الشيخ “فارس أحمد الزعبي” قال في اجتماع وجهاء حوران أول أمس الاثنين: “رصدنا عن طريق شبكة سيرياتل، مكالمات من برج كريم وبرج جدل، وهذا أوحى لنا أن ابننا في منطقة اللجاة، لذلك نحن نعطي مهلة، ولن نعذر بعدها أحداً، والحساب سيكون عسيراً”.
ويعد اللواء الثامن من أكبر تشكيلات فصائل التسويات والمجموعات المحلية المسلحة في الجنوب السوري، وكان قبل اتفاق التسوية في درعا فصيلاً معارضاً بارزاً يسمى قوات “شباب السنة”.
وما زال الفصيل يرفع راية قوات “شباب السنة” في مقراته ونقاطه العسكرية حتى بعد خضوعه للتسويات، حيث أجرى في تموز/يوليو 2020 تخريج دورة عسكرية في ساحة المدرج الروماني في مدينة بصرى الشام شرق درعا، بحضور روسي وشعبي.
ورُفع في حفلة التخريج آنذاك العلم السوري وراية كُتب عليها “الجيش السوري”، ولكن بعد ذلك حصلت احتجاجات هتف فيها عناصر من اللواء الثامن بسقوط رأس النظام “بشار” ورفعوا لافتات تطالب بالإفراج عن المعتقلين.
وكانت للواء الثامن مهام عسكرية خارج محافظة درعا منذ تحويله من تشكيل معارض إلى تشكيل عسكري مدعوم من حميميم، إذ شارك في عمليات بريف سلمى باللاذقية والبادية السورية، بأوامر روسية.
وتوقف هذا الدور العسكري مع تغير تبعية اللواء قبل عام إلى شعبة المخابرات العسكرية التابعة لسلطة الأسد، إذ أصرت قيادة اللواء على عدم المشاركة بأعمال عسكرية خارج محافظة درعا.
وكان اللواء الثامن يتدخل بدعم روسي في أي أحداث عسكرية تشهدها مناطق التسويات في عموم محافظة درعا بعد أن دخلت المنطقة ضمن اتفاق التسوية والمصالحة مع سلطة الأسد برعاية روسية، وبعد تفاهمات روسية إقليمية جنوب سوريا في عام 2018، وكان اللواء يشارك في عمليات التفاوض، ويقف ضد عمليات التصعيد العسكري التي تتعرض لها مناطق التسويات، ولكن عقب مغادرة قائد التشكيل أحمد العودة في 2021 إلى الأردن، وظهوره لاحقاً في العاصمة الروسية موسكو، طرأت على التشكيل عدة تغيرات، منها قطع التحويلات المالية عن جميع أفراده (بعدما كانوا يتقاضون مرتباً شهرياً قدره 200 دولار أميركي).
ومع خضوع المنطقة لتسويات جديدة في عام 2021، أصبح التشكيل تابعاً لشعبة المخابرات العسكرية بإشراف روسي بعد أن كانت تبعيته للفيلق الخامس في سلطة الأسد الذي تشرف عليه روسيا.
وبات يتقاضى عناصره مرتبات تتراوح بين 400 – 500 ألف ليرة سورية شهرياً، وغاب أي حضور أو تدخل لهم عن الأحداث العسكرية التي تشهدها مناطق التسويات.