دعا جوناس سجوستيدت، عضو البرلمان الأوروبي عن حزب اليسار السويدي السابق، وزعيم الحزب الحالي، إلى مزيد من الانفتاح في أوروبا تجاه استقبال العمال اﻷجانب والتخفيف من العنصرية.
وقال في مقال بعنوان “عنصرية دول الاتحاد الأوروبي تخيف القوى العاملة الضرورية” نشره على موقع dagensarena: “إذا أردنا إدارة الزراعة في إسبانيا والصناعة في ألمانيا ورعاية المسنين في فنلندا في السنوات المقبلة، فسيتعين على الاتحاد الأوروبي جذب ملايين المهاجرين الجدد”.
ويتنافس الديمقراطيون الاشتراكيون والأحزاب الحكومية والحزب الاشتراكي الديمقراطي على إظهار الأصوات الأكثر صرامة وتقييدًا، مع اقتراب موعد انتخابات البرلمان اﻷوروبي الشهر المقبل.
واعتبر سجوستيدت وهو الاسم الأول على ورقة اقتراع حزب اليسار في انتخابات برلمان الاتحاد الأوروبي، أن حزب اليسار، وحزب الخضر، وإلى حد ما حزب الوسط، هم الذين يمكنهم إثارة المخاوف بشأن استبعاد حق اللجوء والمخاطر الإنسانية الناجمة عن سياسة قمعية متزايدة.
وأضاف أن كل شيء يشير إلى أن الاتحاد الأوروبي يتجه نحو فترة من سياسات اللجوء الأكثر صرامة، حيث تكون عمليات الرفض السريعة ومخيمات طالبي اللجوء في البلدان المجاورة عناصر أساسية، وإذا نجحت هذه السياسة، فسوف يُسمح لعدد أقل بكثير من طالبي اللجوء بالبقاء في الاتحاد الأوروبي في المستقبل، “لكن المشاكل المتعلقة برحلات القوارب الخطيرة عبر البحر الأبيض المتوسط ومجتمعات الظل التي يعيش فيها أشخاص غير مسجلين ستظل قائمة”.
ومضى بالقول: “نحن ببساطة بحاجة إلى المزيد من السياسات اليسارية إذا أردنا إنجاب المزيد من الأطفال”، فمع نمو الأحزاب العنصرية واليمينية المتطرفة في العديد من دول الاتحاد الأوروبي، تتغير السياسة والمناخ الاجتماعي، إذ يواجه العديد من الأشخاص ذوي الخلفيات في بلدان أخرى العنصرية الصريحة.
وأكد أن الهجرة المكثفة من دول مثل أوكرانيا وصربيا والبوسنة، لن تكون كافية، حيث تبدو التوقعات السكانية أسوأ، مضيفاً: “إنها أزمة الهجرة الحقيقية إذا نظرنا إليها من منظور أطول، ولكن نادرا ما تتم مناقشتها لأنها لا تتناسب مع المنافسة على اتخاذ تدابير أكثر صرامة”.
وترجع الأزمة السكانية الحادة في دول مثل ليتوانيا وبلغاريا ورومانيا إلى مزيج من انخفاض معدلات المواليد وانخفاض الهجرة وارتفاع معدلات الهجرة، بحسب السياسي السويدي الذي رآى أن الشباب في سن العمل هم الذين ينتقلون، والكثير منهم لا يعودون أبدًا، لكن انخفاض عدد السكان والنقص الكبير في العمالة “سيؤثر قريبا على غالبية دول الاتحاد الأوروبي”.
ولفت إلى أن معدل المواليد آخذ في الانخفاض في السويد أيضا، مستدركاً: “لكننا لسنا في وضع أسوأ بأي حال من الأحوال، والوضع أسوأ بكثير في دول مثل إيطاليا واليونان، وبمجرد انخفاض معدل المواليد، يصبح من الصعب عكس هذا الاتجاه، ولكن هناك طرق مجربة لتشجيع الأسر على إنجاب المزيد من الأطفال”.
وسوف تحتاج ألمانيا وحدها إلى 400 ألف مهاجر عمالي سنوياً في المستقبل، وفقاً لسجوستيدت الذي تساءل: “من أين سيأتون؟ بينما تتم إعادة الشباب الأتراك المتعلمين جيدًا من الذين يطلبون اللجوء في البلاد إلى تركيا؟”.