أكدت دراسة حول العلاج بالضحك أنه يمكن أن يحسن أعراض مرضى القلب، في بحث هو الأول من نوعه، تم من خلاله رصد أثر هذه الطريقة على مجموعة من المصابين في الستينيات من العمر.
وقالت الدراسة إن الضحك هو “أفضل دواء” لصحة القلب، حيث يؤدي إلى تمدد الأنسجة داخله، وزيادة تدفق الأكسجين حول الجسم، ولدى قياس اﻷثر على المصابين بمرضى الشريان التاجي، ظهر بوضوح وجود تحسن في صحتهم حيث انخفض لديهم الالتهاب.
وشارك 26 شخصاً يبلغ متوسط أعمارهم 64 عاماً، في دورة مجانية للعلاج بالضحك جميعهم تم تشخيصهم بأنهم مصابون بمرض الشريان التاجي، الناجم عن تراكم الترسبات في جدران الشرايين.
وطلب الباحثون من نصف المشاركين مشاهدة برنامجين كوميديين مختلفين لمدة ساعة كل أسبوع، بما في ذلك المسلسلات الكوميدية الشهيرة، بينما شاهد النصف الآخر فيلمين وثائقيين جديين مختلفين، يتناولان موضوعات مثل السياسة، أو غابات الأمازون المطيرة، وذلك على مدار 3 أشهر.
وعقب انتهاء فترة الدراسة تحسنت المجموعة التي شاهدت الأعمال الكوميدية بنسبة 10%، حيث أظهر قياس كمية الأكسجين التي يمكن للقلب ضخها حول الجسم تحسناً، فضلاً عن تحسن قدرة الشرايين على التوسع.
وأظهرت دراسة الدم، لقياس العديد من المؤشرات الحيوية الالتهابية، انخفاض كمية الترسبات في الأوعية الدموية، وانخفاض نسبة خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، مقارنة بالمجموعة التي شاهدت أفلاماً وثائقية جادة.
وخلصت الدراسة التي جرت في البرازيل إلى أن العلاج بالضحك هو “تدخل جيد، يمكن أن يساعد في تقليل هذا الالتهاب وتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية” حيث أن “الضحك يساعد القلب لأنه يفرز مادة الإندورفين”.
وتقلل تلك المادة الالتهاب كما تساعد القلب والأوعية الدموية على الاسترخاء، وتقلل أيضاً من مستويات هرمونات التوتر، التي تؤثر على القلب بشكل سلبي.
ويساعد الضحك الناس على الشعور بالسعادة بشكل عام، كما أنهم “يكونون أكثر التزاماً بتعاطي الأدوية عندما يكونوا أكثر سعادة”، وفقاً للدراسة.
ولم يشترط العلماء أن يكون العلاج بالضحك في صورة برامج أو مسلسلات تلفزيونية، وإنما بدعوة الأشخاص المصابين بأمراض القلب إلى أمسيات كوميدية، أو تشجيعهم على الاستمتاع بأمسيات ممتعة مع الأصدقاء والعائلة.
كما نصح القائمون على دراسة القلب بأن يحاول الناس القيام بأشياء تجعلهم يضحكون مرتين على الأقل في الأسبوع، وأكدوا أنه يمكن تنفيذ العلاج بالضحك داخل المؤسسات والأنظمة الصحية، مثل هيئة الخدمات الصحية الوطنية للمرضى المعرضين لخطر الإصابة بمشاكل في القلب.
وتم تقديم نتائج البحث في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب في أمستردام، في كانون الثاني الفائت، وهو أكبر مؤتمر للقلب في العالم.