أقدم ثلاثة مراهقين على قتل حارس منشأة في ريف حمص الشمالي وسط البلاد بهدف سرقة محتوياتها، وسط حالة من الفوضى والفلتان اﻷمني بالمنطقة.
ووفقاً لما ذكره فرع اﻷمن الجنائي في محافظة حمص، اليوم السبت، فقد عثر اﻷهالي في منطقة الرستن على جثة رجل مرمية ضمن منشأة صناعية خاصة، ليتبين أنها عائدة للمدعو (عمار . خ) الذي يعمل بصفة حارس للمنشأة.
وأظهر الفحص الطبي أن وفاة الحارس ناجمة عن خنقه بواسطة وشاح، كما تعرضت المنشأة للسرقة من قبل أشخاص مجهولين، حيث شملت المسروقات أكبالاً نحاسية وأدوات كهربائية وأسطوانة غاز.
وأفاد عمال المنشأة وعددهم حوالي عشرين عاملاً بشهاداتهم التي أوصلت إلى الفاعل ويدعى (محمد . ب) تولد ٢٠٠٧ وبالتحقيق معه اعترف بإقدامه على السرقة والقتل بالاشتراك مع كل المدعو (زكريا . أ) تولد ٢٠٠٧ وشقيقه “المتواري عن اﻷنظار”.
وكانت مدينة الرستن قد شهدت جريمة قتل في العشرين من الشهر الماضي، حيث عثر اﻷهالي على جثة شاب بالعقد الثالث من العمر مقتولاً بعدة طلقات نارية بمنطقة الصدر.
وأفاد مراسل “حلب اليوم” في حمص، الشهر الفائت، بقيام أهالي منطقة عين التين التابعة إدارياً لمدينة الرستن بنقل جثة الشاب إبراهيم ناصر أباظ إلى إحدى النقاط الطبية.
وتشهد مدن وبلدات ريف حمص الشمالي ارتفاعاً ملحوظاً بمعدل الجرائم المختلفة من القتل والسلب والخطف بقصد طلب الفدية المالية، والتي تطال الأهالي بشكل يومي وسط غياب أي دور لقوات سلطة الأسد ومفارزها الأمنية للحد من انتشار تلك الظاهرة التي أرهقت المدنيين في الآونة الأخيرة.
ورصد مراسلنا في المحافظة خلال الشهر الماضي فقط أربعة جرائم قتل بحق المدنيين، حيث عثر الأهالي في التاسع من يناير على جثة الشاب أيمن العصيان من أهالي قرية السعن مقتولاً على أطراف بلدة المكرمية، باﻹضافة لمقتل المدعو محمد الأحدب من أهالي بلدة الغنطو داخل أحد أحياء مدينة تلبيسة في الثاني عشر من الشهر الحالي، كما سجّل مقتل الصحفي محي الدين عزيز الحسن داخل شقته بحي السبيل.
ونقل مراسلنا عن مصدر محلي من أبناء مدينة الرستن قوله: إن ذوي القتيل الذي عثر على جثته في عين التين تقدموا بشكوى رسمية ضدّ احد أبناء بلدة الكوم المتاخمة للمدينة، واتهموه بالوقوف وراء مقتل ابنهم بناء على خلافات حصلت فيما بينهم قبل عدّة أيام.
ولكن رئيس مفرزة الأمن العسكري أجبرهم على إسقاط الدعوى باعتبار أن الشخص المتهم يعتبر أحد المقربين من السلطات الأمنية، وطالب ذوي القتيل بضرورة تقديم براهين وأدلة ملموسة قبل اتهام أي شخص بالوقوف وراء الجريمة.
ولفت المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بالأمن والسلامة إلى أن الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة الأسد تعمل من خلال أذرعها (المخبرين والخارجين عن القانون) لبثّ الفتنة بين أبناء الرستن من خلال الدعم الذي يتلقونه والضمانات التي يحظون بها من رؤساء المفارز والذين يضمنون عدم التعرض لهم أو ملاحقتهم مقابل حصولهم على النسبة الأكبر من عمليات السرقة والسطو.