في الوقت الذي تشهد مناطق سلطة الأسد تراجعا كبيرا على الصعيد الطبي نتيجة هجرة الأطباء، كشفت صحيفة الوطن الموالية، عن ظهور مرض “فرفرية نقص الصفيحات الخثارية” (TTP) في دمشق وهو مرض نادر الحدوث ويترافق بنقص الصفيحات مع خثارات (جلطات) ضمن الأوعية الدقيقة.
وأكّدت الاختصاصية بأمراض الدم في مشفى المجتهد “يارا داوود”، في إفادة لها نقلتها صحيفة “الوطن” الموالية، أن الحالات المكتشفة مؤخراً تتراوح بين 60-70 بالمئة، لافتةً إلى أن هذا المرض يظهر عند النساء في حال كان خلال الثلث الأخير من الحمل أو بعد الولادة في فترة “النفاس”.
وبحسب “داوود” فإن المرض يستهدف الأشخاص التي تتوسط أعمارهم الـ40 سنة، وأنها غالباً تترافق بمُمَرضات تسبق ظهور الأعراض قد تكون وراثية المنشأ أو مناعية مثل (الحمل، الأورام، زرع الأعضاء).
وأوضحت أن المرض له أعراض خمسة وهي “أعراض عصبية، وفقر دم انحلالي، ونقص صفيحات مع نزوف جلدية صغيرة (فرفرية)، وترفع حروري، وإصابة كلوية”، مشيرةً إلى أن هذه الأعراض بأجمعها لا تظهر إلا بنسبة 20 بالمئة من الحالات.
وعن أسباب هذا المرض قالت داوود، “ليس هناك سبب محدد واضح لكن قد يكون أحد الأسباب وراثية، وهذا بنسبة 5 بالمئة من الحالات، أما 95 بالمئة من الحالات فيكون ثانوي نتيجة أدوية معينة أو بسبب عمليات زرع أعضاء في الجسم، أو بسبب أدوية المناعة، إضافة إلى الأمراض الخبيثة، والآلية الإمراضية له هو نقص نوع محدد من البروتينات يظهر بشكل مؤكد في نقص ADAMS 13 وهو المسؤول عن آلية التخثر في البروتينات
وأضافت أن المرض يتم تشخيصه في تحليل الدم (ADAMS 13) وفي حال ثبوت نقص في التحليل يتأكد المرض.
وعن كيفية تجنب هذا المرض، بينت الطبيبة “داوود”: أنه من غير ممكن في حال كان المرض وراثياً، إما إن كان للأسباب الأخرى التي ذكرناها فهو ممكن في حال اكتشاف المرض بشكل مبكر وإجراء تبديل البلازما وهو العلاج الأساسي للمرض، في هذه الحالة تنخفض نسبة موت المريض من 90 بالمئة إلى نسبة 20 بالمئة.
وترى داوود أن عملية العلاج تبدأ مباشرة في حال الشك في المرض من خلال أكثر من شرط من الأعراض الخماسية، وحتى قبل ظهور نتيجة تحليل الدم، ويتم إجراء تبديل البلازما من خلال جهاز معين، ويتم الاستبدال ببلازما سليمة أخرى، ويترافق العلاج مع إعطاء الكورتيزون بجرعات معينة.
وعن الحالات التي تمت دراستها في مشفى “المجتهد” أوضحت داوود أن هناك حالات متعددة منها ما حالفه الحظ وهي مستمرة الآن في العلاج ومنها توفيت، حيث تحدث الوفاة غالباً في الأسبوع الأول من العلاج، وتؤكد أن نسبة نجاح العلاج مرتبطة بشكل أساسي في اكتشاف المرض بشكل مبكر.
ويستمر العلاج بتبديل البلازما حتى اختفاء المظاهر، ثم يتم التخفيف من العلاج تدريجياً حتى الوصول إلى الشفاء التام.
وتشهد مناطق سلطة الأسد تراجعًا كبيرًا على الصعيد الطبي نتيجة هجرة الأطباء وعزوف الكثير منهم عن العمل في المستشفيات العامة وإهمال السلطة للمستشفيات وخدمتها.
