قُتل مدنيان وأصيب آخرون، أمس الأربعاء 14 فبراير/شباط، جرّاء تعرضهم لهجوم مسلح في بادية دير الزور الغربية، شرقي سوريا، أثناء رحلتهم في البحث عن “الكمأة”.
ووفق موقع “نورث برس” فإن مجموعة من أبناء بلدة “المسرب” غربي دير الزور الذين يعملون في جني الكمأة، تعرضوا لهجوم من قبل مسلحين مجهولين أثناء عملهم بجني النبتة.
وبحسب الموقع فإن الهجوم أسفر عن مقتل كلاً من الشابين “سامي المحمد، وثابت العنزي”، وأصيب آخرون، فيما لاذ بقية العاملين بالفرار باتجاه البلدة.
ورجح المصدر وقوف عناصر لواء فاطميون الأفغاني الموالي لإيران وراء الهجوم لوجود نقاط عسكرية لهم بالقرب من موقعه.
وتتواجد الكمأة عادةً في الصحراء السورية، وتنمو بعد هطول الأمطار، ويعتبر إيجاد الكمأة أمر صعب، نظراً لندرتها لأنّها تحتاج إلى خبرة، وتدريب، وأدوات مخصصة للحصول عليها دون إيذائها، إذ تُشبه الكمأ في شكلها البطاطا.
وغالباً ما يواجه المدنيون خلال موسم جمع الكمأة خطراً، يتمثّل في ألغام زرعها تنظيم الدولة أو نيران عناصر مسلحة تابعين لمليشيات إيران أو عناصر تنظيم الدولة المتوارين في مناطق صحراوية واسعة والذين ينفذون هجمات دموية مباغتة.
وتباع الكمأة بسعر مرتفع، ما يفسّر إقبال المواطنين في المناطق الريفية على جمعها لبيعها في ظل ظروف اقتصادية صعبة مع حرب مستمرة منذ 13 عاماً، إذ بلغ سعرها في أسواق دمشق، ما يبينبين خمسة دولارات و25 دولاراً، وفق جودة الثمار وحجمها.
ويعيش نحو 10.2 ملايين سوري في مناطق مزروعة بالألغام، ما أسفر عن مقتل 15 ألف شخص تقريبا بين 2015 و2022، وفقًا للأمم المتحدة. بينما ينتظر بيع غلّته للعودة الى منزله، يشبّه العبدالله جمع الكمأة بـ”لعب ورق الشدة”، قائلا: “تربح مرة وتخسر مرة. إنها مقامرة وأنا رضيت بها”.