سلط تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA الضوء على قصص ونماذج ملفتة للنازحين في منطقة الشرق اﻷوسط، بمن فيهم السوريون في مخيمات شمال غربي البلاد.
وذكر التقرير النازحة مطرة وهي امرأة خمسينية تعيش في مخيمات الشمال السوري، والتي تبعث الأمل في نفوس جيرانها بزراعة النباتات كوسيلة لتذكر الأيام الخوالي ونسيان القصف والمخاوف.
وكانت مطرة البالغة من العمر 55 عاماً قد تعودت على البستنة في قريتها و”تساعدها النباتات اليوم على نسيان حزنها ومخاوفها”، كما “تمنح رائحة الزهور المنبعثة من حديقتها جيرانها في المخيم فترة راحة هم بأمس الحاجة إليها من رائحة الفحم في الشتاء”.
ونادراً ما تشتمل مخيمات الشمال السوري على حدائق أو مساحات للبستنة، لأنها “مجرد ملاجئ مؤقتة حتى يتمكن النازحون من العودة إلى ديارهم”.
العثور على العائلة مرة أخرى
يعيش خالد في مخيم للنازحين شمال إدلب وبعد أن فقد بعض أفراد عائلته بسبب قصف قوات اﻷسد، قرر أن يتقاسم خيمته مع الأطفال الأيتام.
وفي وقت التقاط هذه الصورة (أكتوبر 2023)، كان يعيش معه 14 يتيماً، يعيشون في ألفة معاً ضمن الخيمة الصغيرة.
ويعيش في شمال غرب سوريا نحو 4 ملايين نازح وفقاً لتقديرات فريق منسقو استجابة سوريا.
إنشاء مدرسة من الأنقاض
قام كمال هازنيدار وهو نائب مدير المدرسة والناجي من زلزال تركيا/سوريا، مع طلابه بإنقاذ الأثاث من أنقاض المدارس المتضررة ونقلوه إلى مخيم للنازحين لإدارة مدرسة للأطفال.
وتتطلب المخاطر الطبيعية المدمرة مثل الزلازل الذي ضرب تركيا وسوريا جهود استجابة فورية ومنسقة، خاصة عندما تضرب المناطق المتضررة من الصراعات، لذا فإن مبادرة هازنيدار تسهم في دعم السوريين واﻷتراك والحد من معاناة المتضررين.
يُذكر أن هناك فجوة ضخمة بين احتياجات المدنيين وإمكاناتهم في مخيمات شمال غربي البلاد، حيث أكدت دراسة أجراها فريق منسقو استجابة سوريا، أن 12 % فقط من العائلات قادرة على تحمل تكاليف المعيشة جراء الظروف القاسية، محذرةً من عواقب كارثية مرتقبة خلال العام الحالي 2024.
وقال الفريق في تقرير نشره اليوم السبت إن هناك ارتفاعاً في عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في سوريا حيث بلغ 17.3 مليون نسمة في نسبة هي الأعلى منذ 2011.