تداولت مواقع وصحف تركية أنباءً حول اعتقال شيخ وإمام مسجد سوري في إقليم هاتاي جنوبي البلاد، بتهمة العمالة لصالح جهاز المخابرات الخارجية اﻹسرائيلي الموساد، وهو ما نفته مصادر مطلعة مؤكدةً وجود التباس.
وكانت صحيفة “يني شفق” التركية قد نشرت أمس نبأ عن اعتقال السوري ضمن عشرات الموقوفين من اﻷجانب ومواطني الدولة، في حملة شنتها قوات اﻷمن ضد خلية من الموساد، في تعليق على صورة نشرتها قوى اﻷمن.
ولكن موقع TR99 نقل عن مصادره أن احتجاز الرجل جاء ضمن ملف آخر حيث تمّ ترحيل 7 من الموقوفين إلى الشمال السوري بينهم “المسنّ ذو اللحية البيضاء الذي انتشرت صورته على نطاق واسع في منصات التواصل، برفقة ابنه، بتهمة تلقي أموال من أشخاص في تنظيم الدولة”.
وأوضح أن الادعاء العام أفرج عن 12 من المشتبه بهم الموقوفين في قضية التجسس لصالح الموساد، مع وضعهم على ذمة التحقيقات، حيث أنهم فلسطينيان اثنان و3 أتراك و3 مصريين وتونسيان (رجل وزوجته)، والبقية سوريون.
وكانت صفحات قد تداولت صورة امرأة جزائرية محجبة وهي تبتسم خلال اقتيادها إلى مركز الأمن، وادعت أنها ضالعة في موضوع التجسس لصالح الموساد، لكن السلطات أطلقت سراحها بعد أن تبينت عدم علاقتها بالموضوع، وذكرت مصادر TR99 أن بعض الأشخاص جرى توقيفهم بسبب تشابه في الأسماء.
وقد أمر القضاء التركي، يوم الجمعة الماضية، بحبس 15 متهماً بقضية التجسس لصالح جهاز الموساد، وترحيل 8 آخرين، عقب حملة أمنية أدت إلى توقيف العشرات، جرت خلال اﻷسبوع الماضي.
وقالت وكالة اﻷناضول إن القضاء التركي قرر حبس 15 شخصاً من بين 34 مشتبهاً فيهم بقضية التجسس على أجانب مقيمين في تركيا، كما أطلق سراح 11 شخصاً بشرط الرقابة القضائية، وأحال 8 مشتبه فيهم إلى إدارة الهجرة تمهيداً لترحيلهم من تركيا، وذلك بعد مطالبة النيابة العامة بحبس 26 منهم، بتهم “التجسس السياسي أو العسكري”.
وكانت شعبة مكافحة الإرهاب بإسطنبول والاستخبارات التركية قد حصلت على معلومات تفيد بنية الموساد “القيام بأنشطة من قبيل المراقبة والتعقب والاعتداء والاختطاف ضد الرعايا الأجانب المقيمين في تركيا لأسباب إنسانية”.
وشنّت السلطات عملية أمنية في 8 ولايات، في إطار تحقيقات أطلقها مكتب الإرهاب والجرائم المنظمة في النيابة العامة بإسطنبول ضد 46 مشتبهًا فيهم، ليتبين أن “عملاء الموساد تواصلوا مع المشتبه فيهم عن طريق حسابات التواصل الاجتماعي”.
يأتي ذلك على خلفية التصعيد الحاصل في غزة، وتهديد إسرائيل باغتيال مسؤولين في حركة حماس، حيث حذّر الرئيس التركي الشهر الماضي اﻹسرائيليين من استهداف أي شخص في بلاده.
وكانت طائرة إسرائيلية قد اغتالت منذ أيام 3 قياديين من حركة حماس، في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت.
يشار إلى أن قوات الأمن التركية أطلقت في 2 يناير/ كانون الثاني الجاري، عملية متزامنة شملت 57 عنوانا، في 15 قضاء بولاية إسطنبول وولايات أنقرة وقوجة إلي وهطاي ومرسين وإزمير ووان وديار بكر، وتم في العملية مصادرة 134 ألفاً و830 يورو و23 ألفا و680 دولارا ومبالغ أخرى بعملات مختلفة، ومسدس غير مرخص وذخائر ومعدات رقمية.