سلّط تحقيق أجراه موقع “مهاجر نيوز” الضوء على هجرة بعض السوريين من ألمانيا إلى دولة مصر، وعن أسباب عدم استطاعتهم الاندماج داخل المجتمعات الأوروبية.
واعتمد التحقيق على شهادات سوريين عدّة منهم أطباء وطبيبات ومدرسين وعاملين آخرين، هاجروا إلى دول أوروبية عديدة منذ بدء الحرب السورية وحصلوا في السنوات الماضية على جنسية ثانية.
ويتفق جميع من التقاهم “مهاجر نيوز” أنهم بواجهون تحدياً حقيقياً في التأقلم طويلاً مع الثقافة الغربية؛ وأن رغباتهم تتجه إلى الانتقال إلى بيئة قريبة من ثقافتهم، بالإصافة إلى رغبة المعاملة السخية التي يقدمها المصريون للمهاجرين واللاجئين مثل إدراجهم في النظم الوطنية للتعليم والصحة، على قدم المساواة مع المصريين.
وعن أبرز تلك الشهادات التي نقل عنها الموقع، هي تجربة الشابة “ياسمين خليفة” التي غادرت ألمانيا في شهر آب الماضي، برفقة زوجها “طبيب الأسنان” وطفليهما بعد أن أمضيا 15 عاما في ألمانيا.
تقول الشابة ياسمين لـ”مهاجر نيوز: “لم يعد شيء متمسك بي لتواجدي هنا رغم كفاحنا للاندماج طوال السنوات الماضية حتى حصولنا على الجنسية الألمانية، إلا أننا نشعر بأننا غير مرحب بنا، ونتعامل كأجانب”.
تشير الشابة ياسمين إلى أن أبرز الدوافع أيضاً للهجرة هو تراجع مستوى المدارس في ألمانيا، فضلا عن رغبتها في الحفاظ على هويتهما (طفليها) العربية”.
ووصفت ياسمين شعورها عند وصولها لأول مرة إلى القاهرة بقولها: “نعم لم آتِ من قبل إلى القاهرة لكن تخيلت الحياة هنا وعرفتها من السوشال ميديا، حتى في الواقع تحس حالك مرحب فيك ويضموك إلى المجتمع، هذا ما (لم نشعر) به في ألمانيا”.
من جهتها، عزّت رائدة الأعمال السورية-الألمانية الشابة “نعمة البحري” التي انتقلت إلى مصر في آب الماضي أيضاً بعد أن عاشت لسنوات في تركيا وألمانيا
تقول البحري عن تجربتها بالانتقال إلى مصر: “لقد شعرت بهويتي العربية رغم أنها أول مرة لي هنا، وأريد أبنائي أن يتربوا على تلك الهوية، في الوقت نفسه، أخشى على أطفالي من الأمور الجدلية في المدارس الألمانية والمخالفة للثقافة الدينية الإسلامية مثل النوع الاجتماعي، والمثلية الجنسية أو أن يتم سحب حضانتهما .
ويعتبر المصريون الأشخاص الحاملين للجنسية السورية هم الأقرب إليهم أكثر من أي مجتمع عربي آخر، فطالما جمعتهما روابط تاريخية منذ هجرة السوريين إلى مصر في القرن التاسع عشر ثم بعد ذلك الوحدة السياسية التاريخية بين مصر وسوريا تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة (1958- 1961)، حسبما يقول الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة المصرية-اليابانية لـ”مهاجر نيوز”.
وتستضيف مصر نحو 9 ملايين مهاجر من جنسيات مختلفة، بينهم أكثر من 1.5 مليون سوري.
وكانت صنفت منظمة الهجرة في تقريرها عام 2022، السوريون (17% من أعداد المهاجرين بمصر) كأفضل الجنسيات التي تساهم بشكل إيجابي في سوق العمل المصري، حيث يقدر حجم الأموال التي استثمرها 30 ألف مستثمر سوري مُسجل في مصر بنحو مليار دولار.