طالبت منظمة أطباء بلا حدود، أمس الخميس 4 كانون الثاني، جميع الأطراف في شمال غربي البلاد بحماية أرواح المدنيين والمرافق الصحية، على خلفية التصعيد التي تشهده منطقة إدلب منذ مطلع كانون الأول الماضي.
جاء ذلك على لسان رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود “سهام حجاج”، والتي اعتبرت أن التصعيد الذي تشهده منطقة إدلب يفاقم معاناة المستشفيات مع التدفق الكبير للمرضى الجرحى، جرّاء نقص الموظفين والإمدادات.
وأكّدت حجاج أن استمرار التصعيد في المنطقة من شأنه أن يُسبب تدهوراً في الصحة النفسية للسكان، كما من شأنه أن يُغلق المدارس ويحرم الأطفال من تعليمهم.
ولفتت إلى أن التصعيد أسفر عن إغلاق معظم المتاجر المحلية التي كانت ضرورية للوصول إلى السلع، منوّهةً أن بعض هذه المحلات تحوّلت إلى أنقاض، جرّاء القصف.
وأشارت إلى أن المراكز التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود في إدلب وريف حلب الغربي تعرضت خلال الأسابيع الماضية إلى تصعيد في القصف.
وذكرت أنه في 17 كانون الأول، تسبب القصف بأضرار جزئية لمركز للرعاية الصحية الأساسية في مدينة “دارة عزة” الذي تدعمه “أطباء بلا حدود”، واستمر التصعيد في الأيام الأخيرة، حيث أبلغت وزارة الصحة في إدلب عن خمس وفيات و16 مصاباً في الفترة ما بين 30 كانون الأول والأول من كانون الثاني.
ودعت المسؤولة في ختام حديثها جميع الأطراف إلى حماية أرواح المدنيين الأبرياء الذين وقعوا في مرمى النيران، إضافةً إلى حماية مرافق الرعاية الصحيّة.
وتشهد منطقة إدلب الممتدة من جبل التركمان بريف اللاذقية إلى مدينة دارة عزة في ريف حلب، تصعيداً عسكرياً من قبل سلطة الأسد والمليشيات المساندة له، منذ منتصف شهر كانون الأول الماضي، خلّف شهداء وجرحى في صفوف المدنيين، وسط تخوف من انهيار محتمل لاتفاقيات خفض التصعيد، المبرمة بين الأطراف الضامنة “روسيا – تركيا – إيران”.
وفي تاريخ 18 كانون الأول الماضي أيضاً، قصفت قوات سلطة الأسد بالمدفعية مدينة دارة عزة غربي حلب، ما أسفر عن مقتل 6 مدنيين وإصابة آخرين، بالإضافة لمقتل مدنيين اثنين في بلدة الأبزمو غربي حلب جرّاء قصف مدفعي مماثل، وفقاً لمراسل “حلب اليوم”.