أعلن مركز حقوقي لبناني عن فقدان العشرات – أغلبهم سوريون – كانوا على متن قارب انطلق إلى جزيرة قبرص منذ منتصف الشهر الماضي، مطالباً السلطات المحلية بالتحرك.
وقال رئيس مركز سيدار للدراسات القانونية، المحامي محمد صبلوح: إن قارباً انطلق من شاطئ طرابلس شمالي لبنان قبل حوالى الأسبوعين، وعلى متنه 85 شخصاً بينهم 35 طفلاً، ولم يبق من أثرهم شيء.
وانطلق الركاب عند الساعة الثانية من بعد منتصف ليل الثاني عشر من الشهر الجاري بحسب، كما انطلقت في ذات الوقت ثلاثة مراكب أخرى تمكّنت من بلوغ وجهتها إلى الساحل القبرصي.
وأبلغت منظمة “هاتف الإنذار” صبلوح عن اختفاء القارب وأطلعته على المعلوماتها الأولية التي تشير إلى احتمال أن يكون المركب وصل إلى قبرص، ولكن بعد التواصل مع المعنيين في الأمم المتحدة أكدوا متابعة القضية من دون إعطاء أي جواب واضح.
ونشر مدير المركز الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي للوصول إلى ذوي المفقودين، حيث تمكّن من تسجيل أسماء سبعين شخصاً غالبيتهم يحملون الجنسية السورية كانوا يقيمون على مختلف الأراضي اللبنانية والقلة منهم قدموا من سوريا للهجرة عبر الشواطئ اللبنانية.
وقد أكد الأهالي أن تواصلهم مع أبنائهم استمر لنحو أربع ساعات من لحظة انطلاق الرحلة، حيث تلقوا مقطع فيديو منهم عبر اﻹنترنت، لينقطع بعدها الاتصال معهم.
وقال صبلوح: “لا كلمات يمكنها التعبير عن حال أهالي المفقودين، فهم يعيشون حالة من القلق والرعب على أبنائهم، لاسيما في ظل عدم تمكّنهم من معرفة أي معلومة عنهم.. وكأن البحر انشق وابتلع المركب”.
وأضاف أنه سيتقدم يوم الثلاثاء القادم بشكوى أمام النيابة العامة التمييزية لاعتبار الركاب مفقودين وسيطلب البيانات المتعلقة بهم التي تحدد من خلال هواتفهم آخر مكان تواجدوا فيه وذلك لتسهيل عملية البحث عنهم، كما سيتقدم بكتاب أمام وزارة الخارجية لطلب اتّخاذ الإجراءات الدبلوماسية اللازمة، أي التواصل مع الدول المحيطة بلبنان للتأكد فيما إن كانوا على أراضيها.
وطالب صبلوح السلطات اللبنانية بأداء واجبها قائلاً إنه “من غير المنطقي اختفاء 85 شخصاً من دون أن يحرّك أي من المسؤولين ساكناً ويفتح تحقيقاً لتقصي المعلومات عنهم، وأياً يكن لن نفقد الأمل بأن يكونوا أحياء، فلو غرق المركب لكانت آثارهم طافت على سطح المياه”.
وكان الأهالي في الساحل السوري قد عثروا على جثتين ملقيتين فوق الرمال، يوم الثلاثاء الماضي، لشابين غرقا مع آخرين في قارب مفقود غادر لبنان قبل ذلك أيام.