لا بُدَّ مما ليس منه بُدُّ، بهذه المقولة وصف ناشطون ومحللون أوضاع الشمال السوري المحرر، ومصير هيئة تحرير الشام المنتشرة في عموم المنطقة.
تصريحات حادة أُطلقت على تحرير الشام عقب مؤتمر صحفي عقد بين وزير الخارجية التركي ونظيره الروسي، وذلك مع تهديدات النظام وروسيا لإدلب، وسعي تركيا لتجنيب المنطقة وأهلها مصير سواها من المناطق السورية، من خلال اثنتي عشرة نقطة مراقبة فيها لخفض التصعيد.
القيادي البارز في الجيش الحر مصطفى سيجري، صرح بجهوزيتهم لإنهاء ملف النصرة عسكرياً، شرط الحصول على ضمانات دولية بعدم الاعتداء على المنطقة، وأشار إلى عدم قبولهم استنزاف قواتهم بدعاوى كاذبة، وفق قوله، واصفاً تصريحات لافروف المتكررة بالكذب والتدليس، فيما جدد دعوته إلى حل الهيئة واستلام إدارة وقيادة المنطقة بالتنسيق مع تركيا.
مصير المنطقة المتردد بين بعض التطمينات الإقليمية والتصعيد العسكري الوشيك، لم تنتظر الفصائل وضوحَه، حيث لجأت إلى عمليات التحصين وبناء السواتر وحفر الخنادق وتعزيز نقاط التماس مع النظام على جميع الجبهات من ريف اللاذقية إلى حلب مروراً بريفي إدلب وحماة، وجعلت جل قواتها متأهبة لصد أي هجوم محتمل.
ومع حركة النزوح الواسعة نتيجة القصف المكثف ومجازر النظام وروسيا من قرى إدلب وحماة، إلى مناطق أكثر أماناً على الحدود التركية وريف عفرين بالتزامن مع إغلاق معبري مورك وقلعة المضيق شمالي حماة من قبل النظام، يبقى الأهالي بحالة من الرهاب النفسي بين سندان الحصار ومطرقة التصعيد.