تواصل النيابة العامة الهولندية تحقيقاتها في اتهامات لعنصر من ميليشيا (لواء القدس) حول ارتكابه جرائم ضدّ اﻹنسانية، حيث سيمثل أمام المحكمة بعد أيام.
وقال “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” الذي تقدّم بالشكوى واﻷدلة في وقت سابق، إن “المتهم مصطفى .أ يبلغ من العمر 35 عاماً ، وهو مواطن سوري-فلسطيني، كان عضواً في لواء القدس، واعتقل في مدينة كيركراد الهولندية في أيار/ مايو 2022″، وهو “متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، فضلاً عن انتمائه إلى ومشاركته في أنشطة ميليشيا لواء القدس المتورط في عمليتي اعتقال عنيفتين على الأقل لمدنيين، في كانون الثاني/ يناير 2013”.
وبحسب النيابة العامة الهولندية، فإن مصطفى .أ متورط في إساءة معاملة المدنيين أثناء الاعتقالات، ويحمل المسؤولية الجنائية عن تعرض الضحايا للتعذيب في مراكز الاحتجاز حيث تم نقلهم بعد اعتقالهم، كما تعتبر النيابة أن لواء القدس شكل جزءاً رئيسياً في الهجوم المنهجي واسع النطاق الذي شنته قوات اﻷسد على السكان المدنيين، كما تدعو إلى ضرورة تصنيفه كمنظمة إجرامية هدفها ارتكاب جرائم دولية.
وبحسب المركز السوري فإن القانون الهولندي الخاص بالجرائم الدولية يتضمن “نسخة مرنة من مبدأ الولاية القضائية العالمية”، ما يعني أنه “في ظل ظروف معينة، يمكن للشرطة الهولندية والنيابة العامة التحقيق والملاحقة القضائية، ويمكن للمحاكم الهولندية أن تنظر في قضايا متعلقة بالجرائم الأكثر خطورة وفظاعة”.
وتشمل هذه الجرائم جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية، بغض النظر عن مرتكب الجريمة أو مكان ارتكابها، أو ضد من ارتكبت.
ويعتبر المركز أن هذه القضية هامة لعدة أسباب؛ أولها أنها “بمثابة مثال آخر على الدور المركزي الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني وخاصة السورية منها، في السعي لتحقيق العدالة والمساءلة في سوريا، وقد لا تكون مثل هذه الحالات ممكنة من دون معلومات ودعم من هذه المنظمات”، وثانيها أن هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها عضو في منظمة/ مليشيا مرتبطة بسلطة الأسد اتهامات أمام محكمة هولندية.
وكانت هناك منذ بعض الوقت مؤشرات ومخاوف من الجالية السورية في هولندا، تشير إلى أن طالبي اللجوء السوريين هناك قد يشملون أفراداً كانوا جزءاً من الميليشيات المؤيدة للأسد في سوريا، بما في ذلك أعضاء في لواء القدس وغيرهم من ما يسمى بـ “الشبيحة”.