تطالب الحكومة في قبرص دول الاتحاد اﻷوروبي بدعمها في مواجهة موجات اللجوء القادمة من سوريا، حيث تتزايد أعدادهم باستمرار جراء اﻷوضاع المعيشية السيئة، حيث يشكل السوريون نصف عدد طالبي اللجوء العابرين نحو أوروبا، وفقاً لما أكدته مصادر إعلامية محلية.
وقالت صحيفة “فيلينيوز” القبرصية إن واحدا من كل اثنين من المهاجرين “غير الشرعيين” الذين وصلوا إلى قبرص عبر البحر اﻷبيض المتوسط هذا العام جاء من سوريا، مقارنة بواحد من كل أربعة في العام الماضي، مضيفةً أن “هذه الأرقام شكلت حالة جديدة لوزارة الداخلية التي تقع قضية الهجرة الساخنة ضمن اختصاصها”.
ونقلت عن وزير الداخلية كونستانتينوس يوانو قوله إن الحقيقة هي أنهم “لا يستطيعون إعادة السوريين إلى وطنهم بسبب الوضع المتفجر السائد في بلادهم”، فيما تم مؤخراً تسجيل عدد متزايد من اللاجئين غير الشرعيين من الدول المجاورة في لبنان أيضاً.
وتشكو الحكومة اللبنانية من موجات هجرة هي اﻷكبر منذ عام 2012، نشأت عقب قرار رفع أسعار المحروقات خلال الصيف الماضي، وتطالب قبرص بدعم الجيش البناني لتمكينه من ضبط الحدود.
ويهاجر السوريون القادمون من مناطق الشمال السوري وتركيا عبر اليونان، فيما تقع قبرص على خط الهجرة الذي يبدأ من ساحل المتوسط.
وحذر يوانو من أن هذا التدفق يجعل بلاده “غير قادرة على خدمة الأشخاص الذين هم في حاجة حقيقية”، موضحاً أنها طلبت من المفوضية الأوروبية إعادة تقييم الوضع فيما يتعلق بالمستويات الأمنية في سوريا، من أجل تمكينها من إعادة بعض المهاجرين، في حالة اعتبار بعض المناطق في الدولة المجاورة آمنة.
كما ستطلب الحكومة من الاتحاد أن تقوم وكالة فرونتكس بدور نشط في إدارة الحدود لمحاولة تقليل عدد الوافدين “غير الشرعيين” عن طريق البحر من كل من سوريا ولبنان، حيث سيجري وزير الداخلية الأسبوع المقبل مباحثات في أثينا مع وزير الهجرة اليوناني لاطلاعه على الممارسات التي تنفذها قبرص.
وأشارت الصحيفة إلى أن “أحدث البيانات الصادرة عن دائرة الأجانب والهجرة التابعة للشرطة تظهر أن السوريين الذين وصلوا إلى قبرص في العام الماضي شكلوا 23٪ من إجمالي المهاجرين، وقد وصلت هذه النسبة هذا العام حتى الآن إلى 53%”.
وكان يوانو قد حذّر دول الاتحاد منذ العام الماضي، من أن بلاده لم تعد قادرة على احتواء مزيد من اللاجئين، معلناً حالة الطوارئ الداخلية.