خليل السامح – حلب اليوم
صعدّت الميليشيات المدعومة من إيران مؤخراً، من استهدافها للقواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في مناطق شمال شرقي سوريا، حيث أسفرت عن سقوط جرحى في صفوف الأخيرة، في الوقت الذي عزّزت فيه واشنطن قواتها في المنطقة.
وتركزت الاستهدافات على قاعدتين للقوات الأمريكية في سوريا، وهما قاعدة التنف على المثلث الحدودي بين العراق وسوريا والأردن، وحقل “كونيكو” الذي تتخذه واشنطن مقراً لها، وأخرى في العراق، وهي قاعدة “عين الأسد” الجوية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، أمس الخميس، إن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تعرّضت لـ 12 هجوماً في العراق، و4 سوريا خلال الأسبوع الماضي، وذلك عبر الصواريخ والطائرات المسيّرة.
وأشار إلى أن الميليشيات المدعومة من إيران هي التي تشن هجمات على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، مؤكّداً أن واشنطن نشرت 900 جندي في الشرق الأوسط بينهم متخصصون بأنظمة الدفاع الجوي.
أمريكا ترد على الاستهداف
فجر اليوم الجمعة، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن مقاتلتين تابعتين لها قصفتا منشآت للأسلحة والذخيرة تابعة لميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” في شمال شرقي سوريا.
وأوضحت وكالة “رويترز“، أن الاستهداف جاء رداً على هجمات شنتها الميليشيات المدعومة من إيران على القوات الأمريكية في سوريا.
وبحسب الدفاع الأمريكية، فإن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمر بضرب المنشأتين اللتين تستخدمهما ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” والميليشيات المدعومة من إيران، محذرةً من أن واشنطن ستتخذ إجراءات إضافية إذا استمرت هجمات تلك الميليشيات.
ونُفذت الضربات الجوية الأمريكية بواسطة مقاتلين من طراز “إف – 16” باستخدام ذخائر دقيقة الدقة، بالقرب من مدينة البوكمال الواقعة على الحدود مع العراق، حسبما نقلت “رويترز” عن مصدر في “البنتاغون”.
هل ستكون سوريا بوابة لحرب بين طهران وواشنطن؟
المحلل العسكري، أحمد الحمادة، استبعد أن يكون هناك صدام عسكري مباشر بين القوات الأمريكية والميليشيات المدعومة من إيران في سوريا، جرّاء تصعيد الأخيرة ضد الأمريكيين في البلاد، في ظل اندلاع المواجهات بين الجيش الإسرائيلي وكتائب “القسام” في قطاع غزة.
وأشار الحمادة في تصريح خاص لحلب اليوم إلى أن واشنطن جلبت عدد كبير من الأسلحة والفرقاطات وحاملات الطائرات إلى الشرق الأوسط، وذلك لمنع الميليشيات المدعومة من إيران من توحيد جميع الجبهات ضدها أو ضد إسرائيل، خاصةً في الوقت الذي ستتعرّض فيه غزة لهجوم بري أو غيره.
وعند السؤال حول ما إذا كانت واشنطن تعتزم شن ضربات جوية على مواقع عسكرية لسلطة الأسد، ردّ الحمادة بالقول: “إسرائيل هي من تقوم بهذه المهمة، إذ كرّرت من ضرباتها الجوية مؤخراً على مطاري دمشق وحلب الدوليين، وأخرجتهما عن الخدمة، بينما واشنطن تكتفي بالرد المنضبط، وتعزيز قواتها في المنطقة”.
وفي وقتٍ سابق من تشرين الأول الحالي، نشرت القوات الأمريكية منظومة رادار بريف دير الزور الشرقي، وذلك رداً على الهجمات التي تشنّها الميليشيات المدعومة من إيران غربي نهر الفرات.
ونقلت وكالة “الأناضول” التركية عن مصادر محلية حينها، أن القوات الأمريكية زوّدت قواتها بأربع منظومات رادار تم إدخالها من العراق إلى قاعدتها بمنطقة الشدادة بمحافظة اللاذقية، عبر معبر “الوليد” الحدودي.
وبحسب المصادر، فإن المنظومات تم نشرها في حقلي العمر النفطي “وكونيكو” للغاز في دير الزور.
وفي أيار الماضي، زوّدت الولايات المتحدة الأمريكية قواتها المتمركزة قرب حقول النفط في شمال شرقي سوريا، وتحديداً قاعدتها في حقل “العمر” النفطي وقاعدة حقل “كونيكو” للغاز بريف دير الزور، بمنظومة صواريخ “هيمارس”، لمواجهة الهجمات المحتملة من الميليشيات المدعومة من إيران، وفقاً لـ “الأناضول”.