جدّدت الحكومة اللبنانية مساعيها لاستئناف عملية إعادة اللاجئين السوريين بالتعاون مع سلطة اﻷسد بعيداً عن التنسيق مع اﻷمم المتحدة، عقب حالة اﻹحباط والفتور بسبب تجاهل حكومة اﻷسد للاتفاقات التي أبرمتها مسبقاً مع بيروت.
وذكرت جريدة “الجمهورية” اللبنانية أن وزير الخارجية “عبدالله بوحبيب” سيتوجّه إلى دمشق ليلتقي بوزير خارجية اﻷسد “فيصل مقداد”، حيث سيبحث معه “نتائج الاتصالات والزيارات التي أجراها مع الأمم المتحدة والدول الغربية في ملف اللاجئين السوريين والتصور اللبناني لمعالجته”.
وقال “بوحبيب” للجريدة إنه سوف “يستمع من المقداد إلى ما لديه من معطيات”، دون ذكر أية تفاصيل، لكنها نقلت عن “مصادر ديبلوماسية” أنّ “البحث سيتناول الطرق الكفيلة بتسهيل برامج عودة السوريين إلى بلادهم بالتنسيق مع سلطة اﻷسد”.
يأتي ذلك بعد حالة من الصدمة والارتباك في أوساط الحكومة اللبنانية المؤقتة، بسبب فشل جهود وزير المهجرين عصام شرف الدين، جراء الموقف السلبي لسلطة اﻷسد الرافض للتعاون في إعادة السوريين، وفقاً لما أكده “وزراء في حكومة تصريف الأعمال” لصحيفة “الشرق الأوسط”، الشهر الماضي.
وقالت المصادر إن الوزير شرف الدين “أخطأ في تقديره لحقيقة الموقف السوري و’طحش’ مراراً لتشكيل الوفد بذريعة أن لبنان لم يقابل بالمثل استعداد سلطة الأسد لاستقبالهم، من دون أن يدرك حقيقة الموقف في دمشق”، كما أكد الوزراء أن سلطة اﻷسد “تربط عودة السوريين إلى ديارهم بتجاوب المجتمع الدولي مع مطالبتها بإعادة إعمار ما تهدّم في سوريا، محمّلة التحالف الدولي مسؤولية ما لحق بالبلدات والقرى السورية من دمار، بحجة أنه كان وراء الحرب المدمرة التي استهدفتها”.
وكان وزير المهجرين اللبناني قد زار دمشق العام الماضي والتقى مع وزير الإدارة المحلية في سلطة اﻷسد حسين مخلوف المكلف بملف النازحين، وأعلن التوصل إلى اتفاق مبدياً حماسته تجاه تجاوب اﻷسد مع رغبة الحكومة اللبنانية في حل مشكلة اللاجئين، لكن “إصرار شرف الدين على إعفاء اﻷسد من مسؤوليته بعدم تجاوبه مع الجهود الرامية لإعادة النازحين، ترتبت عليه أثقال سياسية وأمنية واقتصادية لم يعد في مقدور لبنان أن يتحمّلها بسبب وجود السوريين”.
ويعاني لبنان من تدفق موجة ثانية من اللاجئين السوريين إلى أراضيه عبر سلوك الألوف منهم “المعابر غير الشرعية”، وتحديداً من المناطق الحدودية المتداخلة بين البلدين، عقب حالة الانهيار الاقتصادي التي تشهدها مناطق سيطرة اﻷسد، وذلك تحت إشراف حزب الله والفرقة الرابعة.
وبالعودة لزيارة “بوحبيب” المرتقبة، فإن مصادر “الجمهورية” لم تعرف ما إذا كان قد حصل على موعد للقاء بشار الاسد، أو إذا ما “وجدت سلطة اﻷسد ضرورةً للقاء”.
يشار إلى أن وفداً سيرافق الوزير في زيارته يضم المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد مصطفى إضافة إلى “عدد من المستشارين الديبلوماسيين والقانونيين”.