انخفض الإقبال على شراء اللحوم البيضاء والحمراء في بلدات ريف دمشق بشكل كبير مؤخراً، بسبب ارتفاع اﻷسعار، وضعف القدرة الشرائية للأهالي.
وأفاد مراسل “حلب اليوم” بوجود حالة جمود كبير في قطاعات بيع اللحوم والفروج بشكل غير مسبوق خلال الأيام الماضية، بعدما وصل سعر كيلو لحم الغنم (خروف) إلى ١٥٠ الف ليرة، فيما وصل سعر الكيلو لحم “الفطايم” (الأنثى) إلى 110 الف ليرة.
أما كيلو لحم العجل فيباع بـ١٣٠ ألف ليرة وكيلو “المسوفة” منها مع دهن الغنم يباع بـ115 ألف ليرة ويصل سعر كيلو “المسوفة” من الغنم إلى 125 ألف ليرة سورية.
ووصل سعر كيلو الفروج إلى 28 ألف ليرة وسعر كيلو فخاد الدبوس لـ40 ألف ليرة وكيلو الكستا إلى 47 ألف ليرة وفخاد الوردة لـ42 ألف ليرة، أما كيلو “الجناح” فقد وصل إلى33 ألف ليرة سورية.
وأوضح المراسل أن أحد أسباب ارتفاع اﻷسعار هو عمليات التهريب التي تتم إلى خارج البلاد عبر التجار وبعض المسؤولين المتعاونين معهم، حيث يجري تهريب اللحوم والفروج إلى لبنان والعراق بمساعدة الميليشيات الإيرانية وميليشيا حزب الله.
كما أثرت الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي تمر بها مناطق سيطرة الأسد بشكل كبير، حيث جعل ارتفاع الأسعار والغلاء من اللحوم والفروج “رفاهية” لأكثر من 70 بالمئة من أهالي ريف دمشق.
يقول “أبو توفيق” أحد أبناء بلدة “النشابية” بريف دمشق في حديث خاص لـ”حلب اليوم” إن لديه خمسة أولاد ويعمل في سوق الهال صباحاً، وسائقاً لتكسي أجرة مساءً حتى وقت متأخر من الليل، ومع ذلك فإن دخله لا يكفيه لسد حاجة العائلة.
وأكد أن اللحم – رغم ذلك – لم يكن يدخل بيته إلا مرة واحدة بالشهر وبكمية قليلة، وخلال الشهرين الماضيين ومع تدهور الوضع وارتفاع الأسعار وانهيار الليرة السورية فلم يدخل بيته أبداً وأصبح من “الرفاهيات”.
وباتت أغلب الوجبات التي تأكلها العائلة بدون لحم، وحتى الفروج “أصبح من المنسيات” ولا يفكرون به إلا نادراً؛ يقول “أبو توفيق” الذي يرجع لبيته وأولاده نيام، حيث لا يكاد يراهم من كثرة العمل.