لم يترك له القصف شيئاً من منزله ضربات متتالية أدت إلى انهياره بشكل كامل ليمتد أثر الدمار إلى الطريق المار أمام المنزل.
أبو النور أحد أبناء مدينة الرقة التي تعرضت أحياؤها لمئات الغارات الجوية فأحالت عشرات المنازل إلى ركام وحرمت الكثير من السكن من مأواهم الوحيد.
أبو النور لم يكن من أولئك الذين يستسلمون للأمر الواقع.. فعمل على رفع أنقاض منزله بمعداته البسيطة والاستفادة من الحديد القديم في بناء منزله كما يقول.
الحالة المادية للأهالي العائدين إلى مدينتهم بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية عليها لا تسمح لهم بشراء الحديد الجديد التي يزيد الطن الواحد فيه عن مئتين وسبعين ألف ليرة سورية فباتوا يعتمدون على إعادة تدوير الحديد القديم من خلال عاملين في هذا المجال للاستفادة منه في البناء.
ناصر الحمد صاحب معمل حديد “الأهالي يفضلون الحديد المستعمل بسبب التكلفة هناك فرق كبير بين الحديد الجديد والحديد المستعمل ونحاول العمل عليه بشكل جدي ليعود كما كان”
إصرار أبو النور وغيره من سكان الرقة على العودة إلى مدينتهم والعيش بعيدا عن المخيمات ترك أثرا جيدا في نفوس الكثير من أهالي المدينة الذين يخشون العودة ويعكس تحديا حقيقيا بالمساهمة في إعادة البناء رغم الدمار الكبير الذي لحق بمدينة الرشيد جراء المعارك الأخيرة.