شنّت سلطة اﻷسد مؤخراً حملات توقيف واسعة في محافظة اللاذقية على الساحل السوري، باﻹضافة لمصادرة أموال من مسؤولين وأصحاب نفوذ ومتعهدي بناء.
وقُدّرت قيمة المبالغ المصادرة والمحتجزة بنحو 40 مليون دولار، حيث شملت الاعتقالات شبكة كبيرة تضم عدداً من المسؤولين الحاليين والسابقين، وأعضاء في اللجنة الإقليمية في المحافظة، وتجاراً ومتعهدي بناء وعضواً في مجلس الشعب.
وكانت أسماء اﻷسد قد عمدت مؤخراً إلى إقصاء كافة رجال اﻷعمال والتجار غير التابعين لها، بالاعتماد على أجهزة أمن الأسد، حيث يجري فتح ملفات فساد الشخصيات التي تمارس أنشطتها دون غطاء مباشر منها.
وأفادت “مصادر محلية” لجريدة «الشرق الأوسط»، بأن الحملة بدأت قبل أسبوعين بتوقيف عدد كبير من مخاتير الأحياء في اللاذقية، وأعضاء في مجالس الإدارة المحلية، ثم توسعت لتشمل شبكة واسعة وتم الحجز على أموال عدد منهم ومنعهم من مغادرة البلاد.
وقالت المصادر: إن هناك متوارين عن اﻷنظار يجري البحث عنهم؛ فيما أكدت صحيفة «الوطن» الموالية للأسد أن ملفات الفساد تشمل “مخالفات بخصوص البناء والتعهدات وهدر أموال عامة ومجالات أخرى سيتم كشفها لاحقاً”.
ويروّج إعلام سلطة اﻷسد لفكرة وجود بعض “الفاسدين” في “الحكومة” ويتم إلقاء اللائمة عليهم، في التسبب بأزمات البلاد، ويشهد الساحل السوري، حالة احتقان شعبي واسعة جراء تصاعد الفقر، وانتشار الفساد، بينما تشدّد قوات اﻷمن والمخابرات من قبضتها.
وفي دمشق شنّت إدارة الجمارك العامة والفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، حملة على سوق السومرية بريف دمشق، مستهدفة بضائع شركة «الميرا» التجارية، حيث طوّقت الدورية خلال يومي الأحد والاثنين، الماضيين، حي السومرية، ونفذت حملات دهم وتفتيش على محال ومستودعات تجارية، وتمت مصادرة منتجات مهربة كالسجائر والمعسل والمشروبات الكحولية والعصائر والمعلبات ومواد غذائية، التي تطرحها الشركة والتي تعود ملكيتها لـ”أبو علي خضر”، وفقاً لما نقله موقع “صوت العاصمة” عن “شهود عيان”.
وكان اسم “خضر” قد برز مؤخراً كـ”رجل أعمال”، ويبدو أنه بديل لرامي مخلوف، الذي تمت إزاحته عن المشهد، حيث حصل “أبو علي” الذي تحاط هويته بالغموض على ترخيص لشركة اتصالات باسم «إيماتيل»، والتي احتكر بموجبها استيراد وتصدير أجهزة الهواتف المحمولة بجميع أنواعها، وتوزيعها، إضافة إلى أجهزة الحواسيب والأجهزة الإلكترونية، ويُرجّح أنه يعمل لحساب أسماء اﻷسد التي أقصت مخلوف عن الساحة الاقتصادية.