أشاد موقع معهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا (MIT) بالشاب السوري “عبادة صباغ” لتميزه في علم الأحياء والكيمياء العصبية، والذي أدى به للحصول على الجنسية اﻷمريكية.
واتسمت مسيرة صباغ “بالإصرار والشجاعة والفضول متعدد الأوجه وبدوره كعالم وكاتب مدافع عن العلماء”، وفقاً للتقرير، الذي أشار إلى أهمية انتاج الشاب الباحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه بمعهد “ماكغفرن” التابع لمعهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا.
ويختص الشاب في علم الأحياء الانتقالي، وهو حائز على الدكتوراه من جامعة فرجينيا وحاصل على جائزة الرواد العرب الشباب لعام 2023 وجائزة الباحث الشاب لعام 2020 من الجمعية الأمريكية للكيمياء العصبية، كما تم إدراجه في قائمة فوربس “30 على 30” لعام 2021 ، وهو أول سوري يتم اختياره في فئة العلوم.
وقال صباغ عقب حصوله على الجنسية اﻷمريكية: “لقد التقطت أنفاسي مؤخراً بعد معاناتي لمدة تعادل نصف عمري، بعد أن تقدمت بطلب للحصول على الجنسية منذ أكثر من عقد من الزمن، أصبحت أخيرًا أمريكيًا، وهذا يعني أشياء كثيرة بالنسبة لي. وقبل كل شيء، يعني أنه يمكنني العودة إلى الشرق الأوسط، ورؤية أمي وعائلتي، لأول مرة منذ 14 عامًا”.
ولفت المعهد في تقريره إلى أن “بعض أفكار الصباغ عندما كان عمره 30 عامًا فقط، مثلت تغييراً في التفكير التقليدي حول كيفية ممارسة العلوم في الولايات المتحدة”، وهو يقول: “إن مهمتنا هي جعل عملنا في متناول الجمهور، والتثقيف والإعلام، والمساعدة في وضع السياسات”.
بدأ طريق صباغ إلى المعرفة عندما كان يعيش بمفرده في سن السادسة عشرة، والتحق بكلية لونج فيو المجتمعية في مدينة كانساس سيتي بولاية ميسوري، وكان غالبًا ما يتنقل بين وظائف متعددة، واستمر في جامعة UMKC، حيث وقع في حب علم الأحياء وكانت تجربته البحثية الأولى مع عالم المعلومات الحيوية جيرالد ويكوف في نفس الوقت الذي تصاعدت فيه الحرب في سوريا، وكانت عائلته لا تزال في الشرق الأوسط.
يقول: “كان ذلك وقتًا عصيبًا بالنسبة لي.. كان لدي الكثير من الشعور بالذنب: أنا هنا، لدي كل هذا الاستقرار والأمن مقارنة بما لديهم، وبينما كانوا يعانون من الاختناق، أتيحت لي الفرصة، أحتاج أن أجعل هذا يعني شيئًا إيجابيًا، ليس فقط بالنسبة لي، ولكن بطريقة واسعة قدر الإمكان للآخرين”.
كما أثارت الحرب اهتمام الصباغ بالسلوك البشري، “كيف ينشأ، وما الذي يحفز الناس على القيام بالأشياء، ولكن بطريقة بيولوجية، وليس بطريقة نفسية”، كما ازدهر شغفه بعلم الأعصاب عندما كان طالب دراسات عليا في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، حيث حصل على درجة الدكتوراه في علم الأحياء الانتقالي، والطب، والصحة.
وحصل في الجامعة على جائزة NIH F99/K00 لمدة ست سنوات، وتحت إشراف عالم الأعصاب في معهد فرالين للأبحاث الطبية الحيوية، وقام بالبحث في الروابط بين العين والدماغ – على وجه التحديد، ورسم خرائط لبنية الخلايا العصبية الرئيسية في منطقة المهاد الضروري للمعالجة البصرية.
يضيف صباغ: “لقد أذهلني شبكية العين، والجهاز البصري بأكمله، حيث أنهما أنيقان، مع وجود طبقات جميلة من الخلايا المتنوعة الموجودة في كل عقدة”، وقد أكسبته أبحاثه مكانًا مرغوبًا فيه في قائمة فوربس “30 على 30″، مما أدى إلى ظهور هائل له، بما في ذلك في العالم العربي.