أدانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ممارسات الخطف والتعذيب التي يقوم بها عناصر مسلحون تابعون لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مؤكدةً أنها توسَّعت بشكل كبير مؤخراً، كما طالبت قوات التحالف الدولي والدول الداعمة لها بفتح تحقيقات ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
وذكرت الشبكة أن لديها صوراً تحتفظ بها في أرشيفها لتعذيب رجل مسن بشكل وحشي، حيث اعتقلت قسد “مدرس موشيد حمو بيرو”، من أبناء قرية حلنج التابعة لمدينة عين العرب بريف محافظة حلب الشرقي، رغم أنه يبلغ من العمر 70 عاماً، وكان عناصر من منظمة “الشبيبة الثورية” قد خطفوه في 20/ أيلول/ 2023، واقتادوه إلى أحد مراكز الاحتجاز التابعة لـ”قسد” في مدينة عين العرب، على خلفية مشاركته في الاحتجاجات المناهضة لها.
وأفرجت منظمة الشبيبة الثورية عن “حمو بيرو” في اليوم ذاته وقد “حصلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان على مجموعة من الصور التي أظهرت آثار تعذيب وحشية على أماكن متفرقة من جسده؛ ناتجةً عن تعرضه لأنواع مختلفة من أساليب التعذيب، والتي أدت إلى كسور في يده وقدمه اليُمنيين”، حيث قامت عائلته على إثر ذلك بنقله إلى مشفى الأمل في مدينة عين العرب لتلقي العلاج والرعاية الصحية.
وأكدت أن “القانون الدولي يحظر بشكل قاطع التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية وغير الإنسانية أو المذلة، وأصبح ذلك بمثابة قاعدة عرفية من غير المسموح المسُّ به أو موازنتها مع الحقوق أو القيم الأخرى، ولا حتى في حالة الطوارئ، ويُعتبر انتهاك حظر التعذيب جريمة في القانون الجنائي الدولي ويتحمل الأشخاص الذين أصدروا الأوامر بالتعذيب أو ساعدوا في حدوثه المسؤولية الجنائية عن مثل هذه الممارسات”.
وأشارت إلى الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان في شمال شرق سوريا، و”بشكل خاص هذه الحادثة الهمجية”، كما دعت إلى محاسبة كافة المتورطين فيها، “بدءاً ممَّن أمر بها وحتى المُنفّذين لها”، مضيفةً أنه “يجب إطلاع المجتمع السوري على نتائج التحقيق والمحاسبة، وفضح وفصل كل من تورَّط في ممارسات الخطف والتعذيب على مدى جميع الأشهر الماضية، وتعويض الضحايا كافة عن الأضرار المادية والمعنوية التي تعرضوا لها”.
وشدّد بيان الشبكة على ضرورة “إنهاء حالة الإفلات التام من العقاب، والضغط على قوات سوريا الديمقراطية لوقف عمليات الاحتجاز بسبب التعبير عن الرأي، والعمل على كشف مصير المختفين قسرياً لديها، وإطلاق سراح المعتقلين تعسفياً والمختطفين، ودعم بناء وتأسيس قضاء نزيه ومستقل يحظر على الجهات العسكرية القيام بعمليات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري من تلقاء نفسها، ويحاسب المسؤولين عن الانتهاكات بحق السكان المحليين”.
وكانت قوات قسد قد اعتقلت منذ نحو أسبوع ثلاثة مواطنين من أهالي عين العرب (كوباني) ومن قرية حلنج بريف محافظة حلب الشرقي، وهم ريبر حاج حسين ومدرس حمو بيرو ومندي محمود خليل، وتعرضوا للتعذيب.