شهدت اﻵونة اﻷخيرة ارتفاعاً في معدل وقوع الحوادث المرتبطة بالفلتان اﻷمني وانتشار العصابات المسلحة، في الساحل السوري، وكانت آخرها ماوقع مؤخراً في مدينة اللاذقية.
وأفاد فرع الأمن الجنائي التابع لسلطة الأسد بالمدينة بأن الشاب (علي – ك) من مواليد 1997 أطلق النار من مسدسه الحربي على دورية تابعة له حيث كان يقود “سيارة من نوع رانج بلوحات مشوهة”، وفقاً لبيان نشره صباح اليوم السبت.
وعُثر في السيارة على “أسلحة وذخيرة حربية ومواد مخدرة، وهوية ضابط عامل مسروقة وبزة عسكرية مع رتب ملازم أول وجعبة و250 طلقة بندقية حية وخمسة قنابل يدوية مع صواعقها ومسدس حربي مع ست طلقات ونصف كف حشيش مخدر وأربع قطع صغيرة وستة عشر حبة كبتاغون مخدرة وظروف دوائية مخدرة وأربعة أجهزة خليوية”.
وبحسب مصادر ميدانية متقاطعة فإن معظم حوادث الاعتداء المسلح تقف خلفها مجموعات مرتبطة بآل الأسد ومغطاة من قبل شخصيات من أجهزة اﻷمن.
وقد قامت مجموعة “علي توفيق الأسد” في منتصف الشهر الجاري بالاعتداء على منزل في حي المشروع العاشر عبر إحراقه وإحراق كازية “الصياد” في قرية الحويز بريف جبلة، انتقامًا من شاب يدعى حمزة سعيد، لمجرّد وقوع خلاف مروري أثناء قيادة علي اﻷسد للسيارة.
ووفقاً أكدته مصادر محلية فقد التزم جميع الجيران بيوتهم فيما قامت مجموعة من “الشبيحة”، بكسر باب المنزل وإغراقه بالبنزين، قبل أن تدخل أم الشاب وهي مديرة مصرف التوفير باللاذقية، ليقوم أحد العناصر بضربها بالبندقية على رأسها، وشتمها، وتمّ حرق المنزل وهي ملقاة مغميةً على اﻷرض مما عرضها لخطر الموت حرقاً وسط صمت تام من قبل أهالي الحي.
وفي وسط البلاد يؤكد مراسل “حلب اليوم” أن ريف حمص ليس أفضل حالاً، حيث تعيث العصابات فساداً تحت غطاء من ضباط في مخابرات وأجهزة أمن سلطة اﻷسد، وتنشط في الخطف والسلب وترويج المخدرات والاتجار بها.
ولقي أحد أهالي بلدة الفرحانية بالريف الشمالي لحمص مصرعه في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء الماضي على يد مجموعة من المسلحين أثناء عودته إلى منزله، فيما أشار مراسلنا إلى أن قرى ومدن ريف حمص الشمالي تشهد حالة غير مسبوقة من الفلتان الأمني المتمثلة بعمليات القتل والخطف بقصد طلب الفدية الأمر الذي تسبب بانتشار حالة من الرعب بين الأهالي من جهة، وفرض حالة شلل بالحركة التجارية مع حلول ساعات المساء الأولى من جهة أخرى.
مصادر محلية من ريف حمص الشمال فضلت عدم الكشف عن هويتها -لأسباب تتعلق بالسلامة- أكدت في تصريحات خاصة تورط رؤساء المفارز الأمنية المتواجدة في المنطقة مع أفراد العصابات التي تمتهن عمليات الخطف والسرقة وعلى رأسهم رئيس مفرزة الأمن العسكري ومفرزة الأمن السياسي بمدينة تلبيسة الذي يوفر الغطاء الأمني لأفراد العصابات المتمثلة بعدم ملاحقتهم أو الاستجابة لطلبات المُعتدى عليهم بتوقيف الفاعلين مقابل حصوله على النصيب الأكبر من العائدات المالية التي يتم استلامها من ذوي المختطفين من جهة أو حتى تقاسم الأموال التي تتم سرقتها.