برزت مؤخراً دعوات لتوحيد الحراك المناهض لسلطة اﻷسد في درعا، ونبذ حالة الفرقة التي نشأت بالمحافظة عقب فرض السيطرة عليها صيف عام 2018، حيث تعمل مخابرات اﻷسد وأتباع حزب البعث على بثّ التفرقة بين السكان، وفقاً لمصادر محلية.
وتبرز الحاجة إلى مرجعية موحدة في حوران لتنسيق الحراك مع السويداء المجاورة، والتي عملت سلطة اﻷسد على خلق شروخ بينها وبين درعا على مدى السنوات الماضية.
وذكر “تجمع أحرار حوران” في تقرير “معلومات من مصادر مختلفة حصل عليها” تشير إلى خطوات متسارعة من أبناء درعا خلال الأيام الأخيرة تتجه نحو اختيار شخصية مقبولة من جميع أبناء حوران، لتكون بمثابة مرجعية لهم “لإعادة العمل الثوري إلى مساره السوري، بعيداً عن أي أجندات من أي نوع”.
وتحدّث التقرير عن نقاش يدور بين أبناء درعا، حول الشخصية الاي يمكن أن تقبل أخد “الموقع الذي يريده أبناء حوران خلال مرحلة تعتبر من أكثر مراحل الثورة حساسية وصعوبة”، لتجنّب حالة الانقسام، حيث يتحاور وجهاء من حوران حول “برنامج واضح يؤكد أن الثورة في درعا لم تتوقف، وستبقى مستمرة”.
ومن أهم ما يجري التشديد عليه – وفقاً للمصدر – أن الحراك يمثل “ثورة شعب بعيدة عن أي بعد ديني أو عشائري أو فئوي، تريد أن تكون سوريا لكل السوريين بكل أطيافهم يحكمها قانون فوق الجميع، وتسود العدالة فيها بين الجميع”.
مرجعية واحدة ورفض للتبعية
يشير التقرير إلى ضرورة حصول قبول واسع على الساحة الشعبية مرتبط بالشخصية المرجعية التي سيتم اختيارها و”بمكانتها بين الأهالي وقدرتها على التأثير عليهم والحشد لاستعادة زمام الثورة من جديد من يد شخصيات تعمل وفق أجندات تعتمد على المصالح”.
ويهدف المسعى الجديد إلى “وضع برنامج واضح لسير الثورة في المحافظة أولاً وتنسيق المظاهرات في كل مناطقها بلون واحد، ومن جهة ثانية التنسيق مع السويداء وكل المناطق السورية الثائرة” حتى تكون مرحلة الثورة الحالية، “مرحلة سورية خالصة بعيدة عن أي تدخلات خارجية”.
وترتبط أيضاً فكرة المرجعية الموحدة باستبعاد أي من “أفكار الدعم خاصة المادي والذي أثبت أنه أحد أسباب انحراف الثورة واستغلال البعض لها لتحقيق منافع شخصية على حساب السوريين”، وبعدم رفع أي شعارات من شأنها التأثير على الحراك السلمي الثوري.
وأكد التقرير أن إيجاد مرجعية موحدة للثورة في درعا يواجه بعض الصعوبات والعوائق، وعلى رأسها الخطر الأمني من استهداف هذه الشخصية من عملاء سلطة الأسد، كما أن “أتباع حزب البعث لا يزالون يعملون على زرع الفتنة بين الأهالي وسيعملون على تشويه أي توحد”، داعياً لمواجهة “أولئك الذين يتبنون خطابات دينية إقصائية ترفض الآخر”، معتبراً أن “هؤلاء سيعملون جاهدين على إفشال خطوة التوحد تحت ذرائع مختلفة”.
وباتت هناك حالة من شبه اﻹجماع بين أبناء درعا بأنّ “وحدتهم كفيلة بخلاصهم وخلاص السوريين إذا ما وقفوا مع بقية المحافظات في نسق واحد قوي”، وفقاً للمصدر نفسه، لكن “عامل الوقت بات أمرًا مهمًا لتحقيق هذا التوحد سريعًا”.
وكان وفد من محافظة درعا قد انضم إلى المتظاهرين أمس في السويداء، في خطوة تهدف إلى التأكيد على حالة التوافق بين المخافظتين ضد سلطة اﻷسد.