شهدت أرياف إدلب الجنوبي وحلب الغربي والشرقي تصعيداً كبيراً خلال اﻷيام الماضية، مما خلق موجات نزوح كبيرة في أوساط المدنيين، مع قلّة الخيارات المتاحة أمامهم.
وأحصت فرق “الدفاع المدني السوري” 60 هجوماً خلال الأيام الثلاثة الأولى من شهر أيلول، وذلك مما استجابت لها فقط، وأدت هذه الهجمات لمقتل 8 مدنيين وإصابة 23 مدنياً بجروح، فيما تصاعدت وتيرة الهجمات التي تشنها قوات اﻷسد وروسيا ومليشيات موالية لهم على شمال غربي سوريا.
وأدى هذا التصعيد لنزوح مئات العائلات في ريفي إدلب وحلب “بما ينذر بكارثة جديدة تفاقم مأساة السوريين”، مع تضاؤل الخيارات وارتفاع أسعار إيجارات البيوت وخسارة مصادر الدخل وتراجع الدعم اﻹنساني”.
وتزايدت حدة القصف بالقرب من خطوط التماس على محوري “الملاجة” في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، و”الفوج 46″ قرب اﻷتارب في ريف حلب الغربي، عقب هجمات شنتها الفصائل العسكرية كبّدت خلالها قوات اﻷسد والميليشيات خسائر بشرية.
ولقيت طفلة حتفها أمس الاثنين وأصيبت شقيقتها بجروح، جراء قصف صاروخي لقوات اﻷسد، استهدف خيمة تقطنها عائلة الطفلتين، في أرض زراعية على أطراف مدينة سرمين شرقي إدلب، وكانت العائلة نزحت الأحد من بلدة آفس في ريف إدلب إلى أطراف سرمين هرباً من القصف اليومي الذي تتعرض له آفس.
كما أصيب رجل بجروح مساء أمس، وهناك طفل حالته خطرة جراء قصف استهدف الأحياء السكنية في مدينة قباسين قرب مدينة الباب بريف حلب الشرقي، مصدره مناطق السيطرة المشتركة لقوات اﻷسد و”قوات سوريا الديمقراطية”، وأجلت فرق الدفاع المدني ليلة أمس عائلة من قباسين نزحت من المدينة إلى منزل أقربائهم في مدينة الباب بسبب استمرار القصف.
وشملت حملة القصف قرى وبلدات الغندورة وبرشايا وحزوان وقبة التركمان والعجمي والعمية السويدة شمالية والبورانية والسويدة جنوبية والصابونية والأولشلي في ريف حلب الشرقي، وجميعها تم استهدافها بالقصفٍ المدفعي وقذائف الهاون من مناطق السيطرة المشتركة لقوات الأسد وقوات سوريا الديمقراطية.
وطال القصف العنيف أيضاً قرى وبلدات الحلونجي، الدابس، المزعلة، تل الهوى بالقرب عرب حسن في ريف حلب الشرقي والأتارب، والسحارة وكفرتعال وتديل في ريف حلب الغربي، فيما تركز القصف على بلدات الرامي، آفس، سرمين، بليون وكنصفرة وكفرعويد في ريف إدلب الجنوبي والشرقي.
وتوسّعت أمس حركة نزوح المدنيين لتشمل قرى وبلدات الحلونجي وحماه والصابونية والسويدة والبلدق والمحسنلي وغنمة والغندورة، في منطقة جرابلس، والكريدية والعجمي في منطقة بزاعة، والأولشلي في منطقة الباب بريف حلب الشرقي، جراء القصف المكثف والمستمر منذ عدة أيام، فيما لاتزال الكثير من العائلات في المنطقة، في ظل فقدان أي ملاذ آمن يحميهم من القصف الممنهج الذي يستهدفهم.
كما تزايدت أعداد العائلات التي نزحت من قرى وبلدات جبل الزاوية جنوبي إدلب، مع نزوح جزئي من مدينة سرمين وبلدة آفس في ريف إدلب الشرقي، جراء القصف المكثف من قبل خلال الأيام الماضية مع بقاء الكثير من العائلات في المنطقة، لعدم توفر أماكن آمنة يلجأون إليها، وفقاً لما أكده الدفاع المدني.
يُذكر أن التصعيد على شمال غربي سوريا يهدّد حياة أكثر من 4 ملايين مدني، بينهم أكثر من مليوني مهجراً قسراً يعيشون في مخيمات الشريط الحدودي التي تفتقد للحد الأدنى من مقومات الحياة.